responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 499

«إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ».

ثم اعلم أن ليس أحد من المخلوقين بقادر على شي‌ء من الأشياء و لا عمل من الأعمال إلّا ما أقدره اللّه تعالى عليه و قوّاه و يسّره له.

و اعلم أن إقدار اللّه القادرين، و تقويته الأقوياء، و تيسير الأمور ليس بمجبر لأحد منهم على فعل من الأفعال و لا عمل من الأعمال و لا تركه.

و اعلم أن كل قدرة في أحد من القادرين، أو قوة في أحد من الأقوياء على فعل من الأفعال و عمل من الأعمال فهو بتلك القدرة و تلك القوة بعينها التي يقدر بها على الفعل، و يقدر أيضا على ترك الفعل بعينه. مثال ذلك القوّة التي جعلت في لسان المتكلم على الكلام، فهو بتلك القوة بعينها يقدر على السكوت، و بالقوة التي في الرجلين كذلك، و في العينين على فتحهما كذلك، فإنه بتركه ذلك الفعل أيضا قادر.

و على هذا القياس حكم سائر القوى التي يقدر على الأفعال بها، و لكن ربّ فعل تركه أسهل من أخذه، و ربّ فعل أخذه أسهل من تركه.

و يوجد ذلك بحسب الأسباب الداعية إلى الأمور المسيّرة بها. مثال ذلك اللص و سرقته بالليل، فإن النوم على الفرش الوطيئة، على كل حال، أسهل من الذهاب في ظلم الليالي إلى المواضع البعيدة الشاقّة، و نقب الدور، و تسلّق الحيطان العالية مع الخوف و الوجل. و لكن الحرص و الرغبة، و شدة الحاجة، و طول الأمل، و شهوات النفوس، و ترك النظر في العواقب، و الغرور بالأماني، و وساوس الشيطان، و ما شاكل هذه من الأسباب، تدعوهم إلى فعل ما هو أصعب، و عمل ما هو أشقّ، و ترك ما هو أيسر و أسهل! و على هذا المثال حكم سائر الأعمال الصعبة و الأفعال الشاقة التي يفعلها الفاعلون، فإن تركها أسهل من أخذها، و لكن قيل: «كلّ ميسّر لما

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست