responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 490

كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم». فإذا ما تنازعوا و تخاصموا و تقاطعوا، و تركوا وصيّة نبيهم، و تفرّد كل واحد برأيه، معجبا بنفسه، شتّت شمل ألفتهم، و تفرقت جماعتهم، و ضعفت قوتهم، فأفسد عليهم أمر دينهم، و شمت بهم حسّادهم، و ظفر بهم عدوهم، إذا تفرّقوا في البلدان النائية، و شرع كلّ واحد لنفسه مذهبا، و اعتقد رأيا، و تفرّد به، و ربما دعا الناس إليه. فبهذا السبب تصير الأمة بعد نبيها فرقا و أعداء و خوارج. و لكن من أجل أن هذه المذاهب إنما هي فروع على الدين، تفرّعها أصحاب الناموس على أصله، تكون تلك الملّة واحدة بذلك السبب، و المذاهب مختلفة، و إلى هذا أشار تعالى: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ».

ثم اعلم أن في اختلاف العلماء، في الآراء و المذاهب، فوائد كثيرة تخفى على كثير من العقلاء، فمن أجل ذلك تجد إلى العقول بتفاوتها اختلافات كثيرة لا يحصي عددها إلّا اللّه الواحد القهار. و قد ذكرنا في كتب المنطق طرفا من ذلك بشرح طويل، و لكن نذكر لذلك مثالا واحدا ليكون دليلا على ما وصفنا، فنقول: اعلم أن العقلاء كما وضعوا القياسات إلى كل من أحدث مذهبا، و اعتقد رأيا من الآراء، فإن ذلك يصير داعيا إلى طلب الحجّة عند خصمائه، و عذرا عند العقلاء، و يكون سببا لغوص النفوس في طلب المعاني الدقيقة، و النظر إلى الأسرار الخفية، و وضع القياسات، و استخراج النتائج، و اتساعا في المعارف، و يكون سببا ليقظة النفوس من نوم الجهالة، و انتباها لها من السهو و الغفلة.

و خصلة أخرى من الفوائد في اختلاف العلماء، و ذلك أنه لما كان الإنسان لا يخلو من محاسن و فضائل، و لا ينفك عن مساوى‌ء و رذائل أيضا في أخلاقه و سيرته و مذهبه و أفعاله، و كان أكثر الناس تجدهم يتزيّنون بمحاسنهم، و يفتخرون بفضائلهم، و يغفلون عن رذائلهم، و ينسون عيوبهم و مساوئهم،

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 490
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست