responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 489

بحسب اجتهاده و فهمه و دقّة نظره و مبلغ علمه، كما قال تعالى: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ» و قال: «وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ».

و هكذا حكم اختلاف العلماء و الفقهاء الذين أصّلوا الآراء و المذاهب في فقه الدين و الأحكام و الحدود، فمنها معان أخذوها من ظاهر ألفاظ التنزيل، و منها معان أخذوها من أقاويل المفسّرين، و منها قياسات و اجتهادات، و منها أخبار و روايات أخذوها من طريق السمع. و اجتهاد كل واحد منهم بحسب قوة نفسه، و صفاء جوهره، و اجتهاده و بحثه، سنح له شي‌ء خلاف ما سنح لصاحبه، فتعلقوا و اجتهدوا و احتجوا على صحتها.

و هذا الذي كلّف عباده معنى الاجتهاد في الطلب كما قيل: لكل مجتهد نصيب، يعني في اجتهاده. و كما قال: «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها».

و أما سبب اختلافهم في الأئمة الذين هم خلفاء الأنبياء، :، في أممهم بعدهم، فمن أجل أن صاحب الناموس يحتاج في وضعه للناموس و تتميمه و تكميله إلى نيّف و أربعين خصلة من الفضائل البشرية و الملكية جميعا- كما بيّنا في رسالة لنا- فإذا أحكم صاحب الناموس أمر الشريعة و سنن الدين و منهاجه، و بيّن المنهاج، و أوضح الطريق، و مضى لسبيله، بقيت الخصال وراثة في أصحابه و أنصاره الفضلاء من أمته، و لكن لا تكاد تجتمع كلها أجمع وراثة في واحد منهم، و لا يخلو أحد من شي‌ء منها.

فإذا اجتمعت تلك الأمة، بعد وفاة نبيها، و تعاونت و تعاضدت و تناصرت مع ائتلاف القلوب، كما أمرها صاحبها و أوصى بها، بقوا هادين راشدين منصورين على أعدائهم، سعداء في الدنيا و الآخرة جميعا.

ثم إذا مضى أولئك على منهاج الذين تقدموهم، خلفهم من بعدهم قوم آخرون من ذرّياتهم و تلامذتهم، متمسكين بسننهم في أي بلد كانوا، و أي منازل نزلوا، هادين راشدين، كما قال، 7: «إن مثل أصحابي‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست