responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 477

و منها العداوة التي في جبلتها. و منها أفعالها التي بقصد منها و إرادة.

فأما آلامها فتكون من ثلاثة أوجه: أحدها ألم الجوع و العطش عند حاجة أجسادها إلى المادّة و الغذاء. و الثاني ألم الضرب و الصّدم و الكسر المضر بأجسادها المتلف لهياكلها. و الثالث ألم الأمراض و الأسقام المفسدة لمزاج أجسادها و أخلاط أبدانها.

فأما الآلام التي تعرض لنفوسها عند الجوع و العطش فإن ذلك بالقصد الثاني. و ذلك أنه لما كانت هذه الأشخاص كلّ واحد منها مركّب من جسد جسماني، و نفس روحاني، و كانت الأجسام مركّبة من الأخلاط المركّبة المتضادّة، و هي دائمة في الذوبان و السّيلان، و محتاجة في بقائها إلى المادّة و الغذاء، جعلت لنفوسها آلام عند حاجتها إلى الغذاء و المادّة، لتكون تلك الآلام باعثة لنفوسها لتنهض بأجسادها في طلب الغذاء. فلو لم تكن تعرض لها تلك الآلام، لتهاونت بها و تركتها بلا غذاء، و كانت تذوب و تضمحلّ كلها، و تبطل لأقرب مدة و أهون سعي. و كانت تبقى تلك النفوس إمّا بأجساد أو بلا أجساد، ناقصة غير تامة و لا كاملة. و كانت تعوقها المآرب التي هي مقصودة بها، كما بيّنا في رسالة البعث و القيامة، و جعل لها أيضا عند تناول الغذاء لذّة و شهوة. أما الشهوة فلأن لا تتناول من الغذاء ما لا يصلح لها.

و أما اللّذة فلأن تأكل و تشرب ما دامت الطبيعة محتاجة لها، و إذا اكتفت زالت اللذّة. فهذه كلها بقصد من اللّه الواحد القهار، و من أجل النقص الذي في الهيولى كيما تتمّ النفوس و تكمل، و أما الضرب و الكسر و الصدم و الجرح و الحر و البرد و الأمراض و الأسقام، و بالجملة كل أمر مضرّ بالجسد مفسد فإنما جعل للنفوس ألما لكيما تحثّها تلك الآلام على حفظ أجسادها و صيانة هياكلها، إذ كانت الأجساد لا حيلة لها في جرّ منفعة و لا دفع مضرّة عنها.

و من الدليل على صحة ما قالوه ما تبين منها أنها كيف تنتبه من حال النوم، و كيف تتيقظ من حالة الغفلة، و كيف تحسّ و تشعر بالأشياء المؤذية

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست