responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 470

و الترتيب، الأوّل فالأول، كما بيّنّا في رسالة المبادي العقلية.

فقد تبيّن بما ذكرنا و شرحنا أن العالم مصنوع يعلم ذلك بالعقل الغريزي إذا اعتبر هذا الاعتبار، و يعلم أن الهيولى مبدع مخترع، بالعقل المكتسب إذا اعتبر هذا الاعتبار، و يعلم أن الهيولى على ما ذكرنا.

و لما تبين لهؤلاء الحكماء ما العلة الفاعلة، و ما العلة الهيولانية، و ما العلة الصّوريّة، بحثوا عن العلة التماميّة التي هي الغرض الأقصى الذي من أجله يفعل الفاعل فعله، و هذه المسألة أيضا من إحدى أمهات المباحث التي منها تتفرع سائر الآراء و المذاهب. و الذي أدّاهم إلى هذا البحث هو نظرهم إلى الصنائع البشرية، و ذلك أنهم وجدوا لكل صانع بشري في فعله غرضا، و الغرض هو الغاية التي يسبق إليها فهم الفاعل أولا، و هو من أجله يفعل الفاعل فعله، فإذا فعله و بلغ إليه، قطع ذلك الفعل. و هما طائفتان:

فمنهم من يرى و يعتقد أن الباري تعالى خلق العالم لعلة ما، و الأخرى تعتقد و ترى أنه لا لعلة. و الذي أدّاهم إلى الرأي هو نظرهم و بحثهم و اعتبارهم على هذا الوجه الذي نقرره نحن: و هو أنهم قالوا: لا تخلو تلك العلة من أن تكون هي اللّه تعالى أو غيره، فإن كانت غيره، وجب القول بالمثنويّة، و قد قام البرهان على فساد هذا الرأي. و إن كانت ليس غيره، فهذا الذي قلنا، و إلى هذا كان علمهم، و إلى هاهنا كان اجتهادهم.

و الذين قالوا بالعلة التمامية طائفتان: إحداهما ترى و تعتقد أن تلك العلة هي إرادة الباري تعالى و مشيئته. و منهم من يرى و يعتقد أنها علمه السابق.

و القائلون بالإرادة طائفتان: فمنهم من يرى و يعتقد أنها علمه السابق، و أن إرادة اللّه صفة من صفاته. و منهم من يرى و يعتقد أنه فعل من أفعاله. و الذين قالوا إنه صفة من صفاته طائفتان: فمنهم من يرى و يعتقد أنها صفة ذاتيّة، و منهم من يرى أنها صفة عرضية. و الذين يرون أنها صفة عرضيّة، فمنهم من يرى أنها قائمة به، و منهم من يرى أنها قائمة بغيره، و منهم من يرى أنها قائمة بنفسها.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست