responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 461

و إذ قد تبيّن بما ذكرنا بطلان قول القائلين بقدم العالم، نريد أن نذكر طرفا من أقاويل القائلين بحدوثه و فنون مذاهبهم، و اختلاف طبقاتهم، و الأسباب المؤدّية لهم إليها، و في ما ذا أصابوا، و فيما ذا أخطئوا.

فصل في بيان العلة الداعية إلى القول بحدوث العالم عن علة واحدة

فنقول: اعلم أن القائلين بحدوث العالم طائفتان: إحداهما تعتقد أن العالم محدث مصنوع و له علّة واحدة مبدعة مخترعة و هو حيّ قادر حكيم، و هذا رأي الأنبياء، :، و أتباعهم، و بعض القدماء الموحّدين و الحكماء منهم. و الأخرى ترى و تعتقد أن العالم محدث مصنوع، و لكن ترى و تعتقد أن له علّتين اثنتين قديمتين أزليّتين، و هذا الخلاف من إحدى أمّهات الآراء و المذاهب المتفرّعة بها، و نحتاج أن نذكر الاعتبار و القياس الذي أدّاهم إلى هذا الرأي و الاعتقاد كيف كان فنقول:

اعلم أن السبب في ذلك هو نظرهم إلى الشرور التي تجري في عالم الكون و الفساد الذي هو دون فلك القمر، و ذلك أنهم رأوا من القبيح الشنيع أن يكون صانع العالم واحدا، ثم يترك عالمه مملوءا من الشرور و الفساد، و لا يمنع من ذلك و لا يغيره، و إن كان لا يقدر عليه فقد وجب علة أخرى، لأن الشرور أفعال، و الفعل لا يكون إلّا من فاعل و منفعل. هذا كان نظرهم، و إلى هاهنا كان مبلغهم من العلم، و إلى هذا أدّاهم اجتهادهم في البحث و التمييز و القياس.

و هذه المسألة، أعني طلب علّة كون الشرور في العالم، هو من إحدى أمهات أسباب الخلاف من العلماء في الآراء و المذاهب، و ذلك أنه منذ كان الناس في‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست