responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 449

ثم اعلم أن هذا الميزان هو آخر الموازين كلها فمن رجحت حسناته في هذا الميزان فقد أفلح و ربح سعادة أبدية و فاز فوزا عظيما، و من خفّت موازينه فقد خاب و خسر خسرانا مبينا.

فانظر لنفسك يا أخي و بادر و اعمل عملا صالحا و تزوّد فإن خير زادك التقوى، و حاسب اليوم نفسك قبل أن تحاسب فهو أيسر لحسابك، و كن وصيّها تأمن تفريط وصيّك بعدك، و زن أعمالك اليوم و لا تغفل قبل أن تحاسب بموازين الغد، فهو أثقل لوزن حسناتك، إن كنت تحسن هذا الوزن و هذا الحساب كيف يكون، و إن كنت لا تدري و لا تحسن، فهلمّ إلى مجلس إخوان لك نصحاء أصدقاء كرام فضلاء، ليعرّفوك كيفيّة محاسبة نفسك، و وزن حسناتك، فإنهم أهل هذه الصناعة، و قد قيل: «استعينوا في كل صنعة بأهلها».

و قد وضعنا هذا الحساب و هذا الميزان في رسالة البعث و القيامة فاعرفها من هناك، إذا وقفت على جبل الأعراف مع أهل المعارف الذين ذكرهم اللّه تعالى و وصفهم بقوله: «وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ. وَ نادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ‌ بما صبرتم» ثم وصفهم بقوله: «رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ». فلا تغتر يا أخي بقول من يقول و يظن بأن هذا يعرف بعد الموت. هيهات هيهات: أولئك ينادون من مكان بعيد كيف يعرف بعد الموت و اللّه تعالى يقول: «وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‌ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‌ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا».

نبهك اللّه أيها الأخ من نوم الغفلة و رقدة الجهالة، و أحيا قلبك بنور المعارف و جعلك من الذين ذكرهم بقوله: «أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها» و ظلمات الجهالات المتراكمات بعضها فوق بعض على قلوب الغافلين، كما ذكر في كتب النبوات من المعارف الشريفة و الأسرار المكنونة التي لا يمسّها إلّا المطهّرون‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست