responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 448

و الأصطرلاب و آلات الرّصد، كلّ ذلك في طلب معرفة اجزاء الزمان و مقادير الأوقات.

و منها ما يستعمله المسّاح و القسّام و المهندسون في طلب معرفة الأجرام و الأبعاد كالذّراع و الباب و الأشل و ذوات الشفتين و ما شاكلها.

و منها ما يستعمله الصّنّاع في صنائعهم كالبركار و المسطرة و الكونيا و الشاقول و الزاوية و ما شاكلها، كل ذلك لمعرفة الاستواء و الاعوجاج.

و منها ما يستعمله أهل كل صناعة على حدتها. فأما الذي يستعمله باللسان فمثل العروض التي يستعملها الشعراء و الخطباء و النحويون و الموسيقيون. فأما التي تستعمل بالضمير فهو مثل ما يستعمله الفقهاء الحكماء عند تفكّرهم في المعلومات المحسوسات و المشاهدات، و استخراجهم بها الخفيّات المعقولات و صحة القياسات في إدراك المبرهنات.

ثم اعلم أن هذه المقاييس كلها طرقات إلى المعلومات، و هذه الموازين حكام و عدول نصبها الباري تعالى بين خلقه ليتحاكموا إليها في طلب العدل و الإنصاف و الحقائق، و الاستواء، و يجتنبوا الزور و الخطأ و الظلم و الجور، و يرفعوا بها الخلاف و المنازعة من بينهم بحزر الظنون و تخمين الرأي.

ثم اعلم أنه قد يقع الخلاف و المنازعة بين المستعملين للقياس و الموازين أيضا من جهات أربع: إما بقصد من المستعملين لها دغلا و غشّا لأغراض لهم، و إما بسهو منهم، و إما بجهلهم بكيفية استعمال الميزان، و إما أن يكون القياس و الميزان معوجّا غير مستو، فمن أجل هذه الوجوه يقع الخلاف و المنازعة بين أهلها، فهذه أيضا أحد أسباب الخلاف بين العلماء في آرائهم و مذاهبهم.

ثم اعلم أن هذه الموازين و المقاييس التي تقدم ذكرها كلّها دلالات و مثالات و إشارات إلى الموازين التي ذكره اللّه تعالى بقوله: «وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً».

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست