responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 445

و اعلم أن هذا الحكم و هذا القياس لا يطّرد في كل شي‌ء و لا في كل مكان، و ذلك أن يكون في كثير من البلدان أناس عقلاء لا يجدون من الماء إلّا عذبا، فإذا حكموا بما أدركوا على أن كل ماء في الأرض عذب، فقد أخطئوا و هم لا يشعرون، و على هذا المثال يكون الخطأ و الصواب في القياس الذي يطّرد في كل شي‌ء.

و إذا تأملت يا أخي وجدت أكثر اختلاف العلماء و خطئهم إنما في استعمال القياس من هذا الفن، يكون و يخفى و هم لا يشعرون، و إن علموا أيضا لا يحسنون كيف يميزون من الأشياء التي يطّرد فيها. و القدماء الحكماء قد تعبوا في استخراج هذا حتى عرفوه و وضعوه في كتبهم بخطب طويل لا يصبر على طلب معرفته كل أحد من الناس إلّا المحبّون للحكمة، الطالبون للحقائق. و قد ذكرنا طرفا من ذلك في رسائلنا! المنطقية، و لكن نذكر منها طرفا في هذا الفصل مثالا واحدا.

اعلم يا أخي أن القياس الذي يطّرد الحكم فيه بالجزء على الكل إنما هو في الصفات الذاتية للشي‌ء لا في الصفات العرضية. و الصفات الذاتية هي التي إذا بطلت بطل الموصوف، و إذا ثبتت ثبت الموصوف: و هي الصورة المقوّمة؛ و الصفة العرضية هي التي إذا بطلت لم يبطل الموصوف. و المثال في ذلك رطوبة الماء و عذوبته، فإن الرطوبة إذا بطلت لا يكون الماء موجودا، فأما العذوبة فليس من الضروري، إذا بطلت بطل الماء، فالرطوبة هي الصورة المقوّمة للماء، و العذوبة هي الصورة المتمّمة له. فعلى هذا المثال ينبغي أن يعتبر الحكم في القياس لا يصيب و لا يخطئ.

و اعلم أن الحكماء الأولين لما أثبتوا الذي ذكرنا و علموا أن أكثر علمهم إنما هو بطريق القياس، و قد يدخل الخطأ و الزلل في القياس- كما بيّنّا- طلبوا لذلك حيلة يأمنون بها الخطأ و الزلل في القياس، و سمّوها البرهان.

و ميزان العقل من أجل طلب الحقائق، و إصابة الصواب، و تجنّب الزور

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست