responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 441

بفصاحته و بيانه، و يضلّهم بجهله و قلة معرفته».

و تجد فيهم أيضا من يجادل و يحتج و يناظر، كلامه ينقض بعضه بعضا، و لا يدري بذلك، فإذا نبّه عليه لم يشعر به. و تجد فيهم أيضا الرجل العاقل الذكي المحصّل في أشياء كثيرة من أمور الدنيا، فإذا فتشت اعتقاده، في أشياء بيّنة ظاهرة في العقول السليمة من الآراء الفاسدة، وجدت رأيه و اعتقاده في تلك الأشياء أسخف و أقبح من رأي كثير من الجهال و الصبيان. و العلة في ذلك أسباب شتى: منها شدة تعصبه فيما يعتقده بقلبه من غير بصيرة، و أخرى إعجابه بنفسه في اعتقاده، و أخرى اعتقاده الأصول خفيّ فيها خطؤه، بيّن ظاهر الشناعة في فروعها، فهذا يلزم ذلك الشناعات في الفروع مخافة أن تنتقض عليه الأصول، و يطلب لها وجوه المراوغة عن إلزام الحجة عليه، تارة يشغب، و تارة يموّه، و تارة يروغ في الجواب و الإقرار بالحق، و يأنف أن يقول: لا أدري. و اللّه و رسوله أعلم! كما كان في زمان النبي، صلى اللّه عليه و سلم، إذا سئلوا عما لا يدرون، قالوا: اللّه و رسوله أعلم، اقتداء بأمر اللّه كما قال: «وَ مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ» و قال: «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‌ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ».

و لكن كثيرا من المجادلة يعتقد أن لا رجوع له إلى اللّه على الحقيقة، و لا يرجو لقاءه و لا يجوز رؤيته، لما نظر بعقله الناقص، أداه اجتهاده إلى هذا الرأي، فترك ما ذكر اللّه في كتابه في عدة مواضع و ذلك قوله: «ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ» و قوله: «إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً ثم‌ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ» و قوله: «أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ؟» و قال:

«مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ» و قال: «وَ لَوْ تَرى‌ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ» «وَ لَوْ تَرى‌ إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قالَ أَ لَيْسَ هذا بِالْحَقِّ».

و قال المسيح، 7: «أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون» و آيات كثيرة في هذا المعنى.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست