responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 440

و المذهب، لا على سبيل الورع و التدين و طلب الحق، لكن على سبيل التعصب و الحميّة، و التعصب و الحمية يعميان عن الحق و يضلان عن الصواب.

ثم اعلم أنه ليست من طائفة تتعاطى العلم و الأدب و الكلام أشرّ على العلماء و لا أضرّ على الأنبياء، و لا أشدّ عداوة لأهل الدين، و أفسد للعقول السليمة من كلام هذه الطائفة المجادلة الظّلمة، و خصوماتهم في الآراء و الخصومات و المذاهب. و ذلك أنهم إن كانوا في أزمان الأنبياء، :، و عند مبعثهم فهم الذين يطالبونهم بالمعجزات، و يعارضونهم بالخصومات، مثل ما قالوا للنبي، 7: «لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً» و قالوا لنوح، 7: «وَ ما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا» و هم الذين إذا مروا بالمؤمنين يتغامزون، و قال تعالى في ذمهم: «ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ» فهذه حال من كانوا يعارضون أهل الدين في أزمان الأنبياء :.

فأما إذا كانوا في غير أزمان الأنبياء فهم الذين يعارضون أهل الدين و الورع بالشّبهات، و ينبذون كتب الأنبياء، :، وراء ظهورهم، يفرّعون الآراء و المذاهب بعقولهم الناقصة و آرائهم الفاسدة، و يضعون لمذهبهم قياسات مناقضة، و احتجاجات مموّهة، و يعارضون بها العقلاء من الأحداث و العامة، فيضلّونهم عن سنن دياناتهم النبوية، و يعدلون بهم عن موضوعات الشرائع الناموسية.

ثم اعلم أنه ليس من صناعة بين أهلها من التفاوت ما بين أهل هذه الصناعة، و ذلك أنك تجد فيهم من يكون له جودة عبارة و فصاحة كلام و سحر بيان يقدر معه على أن يصوّر بوصفه البليغ الحقّ في صورة الباطل، و الباطل في صورة الحق، و هو مع ذلك جاهل القلب عن حقائق الأشياء، بعيد الذهن عن المعارف. و روي عن النبي، صلى اللّه عليه و على آله و سلم: «أخوف ما أخاف على أمتي رجل منافق، عليم اللسان، غير حكيم القلب، يغيّرهم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست