responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 426

عددها إلّا اللّه تعالى، و لا يمكن أن تجتمع تلك الفضائل في شخص واحد موفّرة كما بيّنّا من امتناع ارتياض النفس الواحدة بجميع أصناف العلوم، مع قصر العمر و اعتراض العوائق، و لأن كلية العلوم موضوعة بإزاء قوى جميع الناس، كما أن كلية الصناعات موضوعة بإزاء قوى جميع الصّنّاع.

و لكن يجب للإنسان أن يختار الأولى و الأشرف و الأفضل، و ذلك أن العقلاء هم أفاضل الناس، و الإنسان أفضل من الحيوانات، و الحيوان أشرف من النبات، و النبات‌[1] الأركان و مخّ طبائعها، و الإنسان صورة مختصرة من جميع صور الحيوان، و هو المجموع فيه أمزجة قوى النبات، و خواصّ المعادن، و طبائع الأركان و الموّلدات الكائنات منها أجمع. و هذه كلها لا يمكن أن تجتمع في شخص واحد، فتفرقت في جميع الأشخاص هذه الصور، فمكثر و مقلّ، حتى عمرت الدنيا بهم. فهذا أحد أسباب اختلاف طبائعهم، و اختلاف طبائعهم أحد أسباب اختلاف تفاوت عقولهم.

و العلّة الثانية في تفاوت الناس في درجاتهم في عقولهم هي خواصّ جواهر نفوسهم التابعة في إظهارهم أفعالهم لأمزجة أبدانهم. و الثالثة هي كثرة غرائب علومهم و معارفهم التي لا يمكن أن يحويها كلها إنسان واحد. و الرابعة عجائب أفعالهم و فنون أعمالهم، و اختلاف صنائعهم و تصاريفهم في طلب معاشهم، و أحكام تدبيرهم في سياستهم كثيرة لا تحصى، و لا يمكن أن ينهض بها كلها إنسان واحد. و الخامسة اختلاف أخلاقهم المتضادّة في الحسن و القبح، و مجاري عاداتهم بين الجودة و الرداءة، مما لا يمكن أن تجتمع كلّها في إنسان واحد. و السادسة نشوؤهم على اختلاف سنن دياناتهم و تباين مذاهب آبائهم و آراء استاذيهم و معلميهم.

ثم اعلم أن هذه الخصال و المناقب كلّها لا يمكن أن تجتمع في شخص‌


[1] -النبات: سقط كلام بينه و بين الأركان.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست