responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 425

و إذا لم يكن شي‌ء معقول، فلا يمكن البرهان عليه، لأن البرهان لا يكون إلّا من نتائج مقدّمات ضرورية مأخوذة من أوائل العقول، و الأشياء التي هي في أوائل العقول إنما هي كليات أنواع و أجناس ملتقطة من أشخاص جزئية بطريق الحواسّ. و الدليل على ذلك الصبي، لو لا أنه قدّر أن عشر جوزات أكثر من خمس، أو خشبة طولها عشرة أذرع أطول من أخرى لها ستة أذرع، فمن أين كان يمكنه أن يعلم أن الكل أكثر من الجزء؟

و على هذا القياس حكم سائر المعقولات فإنها مأخوذة أوائلها من الحواسّ.

و الدليل على ذلك أيضا أنك تجد من كان أكثر محسوسات و لها أكثر تأمّلا، و للمتخيّلات أجود اعتبارا، فإن الأشياء المعقولة عنده أكثر عددا، و نفسه لها أكثر تحقّقا. فقد تبيّن بما ذكرنا أن الأشياء المعقولة ليست بشي‌ء سوى رسوم المحسوسات الجزئيات الملتقطة بطريق الحواسّ من الأشخاص، مجموعة في فكر النفس المسمّى أنواعا و أجناسا، و أن العقل للإنسان- إذا تبيّن- ليس هو شيئا سوى النفس الناطقة، إذا تصوّرت رسوم المحسوسات في ذاتها، ميّزت بفكرها بين أجناسها و أنواعها و أشخاصها، و عرفت جواهرها و أعراضها، و جرّبت أمور الدنيا و اعتبرت تصاريف الأيام بين أهلها.

ثم اعلم أن كل من كان أكثر تأمّلا للمحسوسات، و أدق نظرا في أمور الموجودات، و أجود بحثا عن الخفيّات، و أكثر تجارب للأمور الدنيوية، و أحسن اعتبارا لأهلها، كان أرجح عقلا من أبناء جنسه، و أكثر علما من أهل طبقته.

ثم اعلم أن العقلاء متفاوتو الدرجات في عقولهم تفاوتا بعيدا جدّا، لا يقدر قدره إلّا اللّه تعالى الذي خلقهم و فضّل بعضهم على بعض، كما اقتضت حكمته، و سبق علمه في خلقه.

ثم اعلم أن لتفاوت الناس في درجات عقولهم عللا شتى، و أسبابا عدّة، فمن إحدى تلك العلل كثرة فضائل العقول و مناقب العقلاء التي لا يحصي‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست