responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 423

فتفقد يا أخي هذا الباب و اعتبر فإنه أول طريق العلوم، و أول الاختلافات التي وقعت بين الناس في المدركات من المحسوسات و المتخيّلات.

و إذ قد ذكرنا طرفا من أسباب الاختلافات التي وقعت بين الناس في المدركات من المحسوسات و المتخيّلات أجمع، فنريد أن نذكر طرفا من أسباب الاختلافات التي وقعت بين العقلاء في الأشياء التي تعلم بأوائل العقول، إذ كان هذا الباب تالي المحسوسات في النظام و الترتيب، و ذلك أن المعقولات التي هي في أوائل العقول ليست شيئا سوى رسوم المحسوسات الجزئيّات الملتقطة بطريق الحواسّ من الأشخاص المجتمعة في فكر النفس المسمّى أنواعا و أجناسا، كما بيّنّا في رسالة القاطيغورياس.

ثم اعلم أن العقلاء متفاوتو الدرجات في معرفتهم هذه الأشياء، التي تعلم بأوائل العقول، تفاوتا بعيدا جدّا. و الدليل على ذلك بما قلنا انك تجد كل إنسان يكون أكثر تأمّلا في المحسوسات، و أجود اعتبارا للمتخيلات، فإن الأشياء التي تعلم بأوائل العقول تكون في نفسه أكثر عددا و أشدّ تحقيقا من غيره من الناس مثل المشايخ و المجرّبين للأمور المحسوسة. و الدليل على ذلك قوله تعالى: «وَ اللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً» و قال:

«عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ» و قال: «وَ عُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَ لا آباؤُكُمْ» و قال: «وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ» و قال: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ».

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست