responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 410

فصل في بيان ما لكل حاسة من المحسوسات بالذات‌

فاعلم أن لكل حاسة محسوسات مختصة لها بالذات، و محسوسات بالعرض، و هي لا تخطئ في المدركات التي هي لها بالذات، و لكن في التي لها بالعرض.

مثال ذلك البصر فإن المبصرات لها بالذات هي الأنوار و الضياء و الظّلم.

و أما الألوان فإن ذلك لها بتوسّط النور و الضياء. و أما سائر الأجسام و سطوح أشكالها و أوضاعها و أبعادها و حركاتها فهو بتوسط اللون، و ذلك أن كل جسم لا لون له، لا يرى و لا يدركه البصر.

ثم اعلم أن البصر هو أشرف الحواس و أشدّها تحقيقا لمدركاته كما يقال:

ليس الخبر كالمعاينة، و بين الحق و الباطل أربع أصابع يعني بين العين و الأذن.

و لكن، مع شرفه و تحقيقه لمدركاته، عظيم الخطإ، كثير الزلل، و ذلك أن الإنسان ربما يرى الشي‌ء الصغير كبيرا، أو الكبير صغيرا، أو القريب بعيدا، أو البعيد قريبا، كما يرى الدرهم، في قعر بركة صافي الماء، قريبا كبيرا.

و هكذا يرى في ما وراء البخار الرطب، يرى الشي‌ء أعظم مما هو، فكذلك ربما يرى الإنسان الشي‌ء المتحرّك ساكنا، و الساكن متحرّكا، كما يرى من يكون في الزورق إذا نظر إلى الشطوط، فإنه يرى الأشخاص الساكنة متحرّكة، و يرى نفسه و من معه ساكنا.

و هكذا ربما يرى الشي‌ء المستقيم معوجّا، و المنتصب منكوسا، كما يرى العود المنتصب في الماء. و ربما يرى الشي‌ء المرتفع منخفضا، و المنخفض مرتفعا، كما يرى سقف الرّواق و أرضه في البعد متقاربين، و ما شاكل هذه الفنون، كما ذكر عللها في كتاب المناظر بشرح طويل. و إذا كان الخطأ و الزلل، الذي يدخل على الإنسان العاقل المميّز من جهة مدركات البصر الذي هو

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست