responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 41

فصل في غرض رباط النفس الجزئية بالجسد الجزئي‌

فنقول: اعلم انما ربطت الأنفس الجزئيّة كيما تكمل بالرياضة و تخرج ما في جوهرها من الحكمة و الصنائع و الفضائل من حد القوة إلى حد الفعل لتتمّ الهيولى الجزئية، و تكمل هي أيضا، و يتشبه ذلك الجزء بالكل، و هو أن تتعلم النفس الجزئية السياسة و التدبير و التهذيب بالأخلاق الجميلة و الآراء الصحيحة و الأعمال الزكية و المعارف الحقيقية. و هكذا تشبّه الجزء بالكل كما قيل في حد الحكمة إنها التشبّه بالإله بحسب الطاقة الإنسانية.

و إذا بلغت النفس الإنسانية إلى أقصى مدى غاياتها، و كملت بما أظهرت من الفضائل و هدم الجسد، نقلت هذه الأنفس بعد مفارقة الجسد إلى حالة أخرى و نشوء آخر أعلى و أشرف من هذا الجسد المؤلّف من اللحم و الدم و الأخلاط الأربعة القابلة للكون و الفساد كما قال اللّه تعالى: «وَ نُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ».

ثم إن اللّه ينشئ النشأة الآخرة، فتكون نسبة تلك الحال التي تنقل إليها النفس بعد مفارقة الجسد بالإضافة إلى هذه الحال كنسبة حال الجسد في الرّحم إلى الحال التي نقل إليها بعد الولادة من فسحة هذا العالم و طيب نسيمه و إشراق نوره بالإضافة إلى ظلمة الأحشاء و المشيمة و الرّحم التي هي ثلاث ظلمات.

ثم اعلم أن النفس لا تحس تلك الحال التي تنقل اليها إلا بعد مفارقة الجسد، كما أن الجنين لا يحس بأحوال هذه الدنيا إلّا بعد الولادة. فمن أجل هذا قال النبي، صلى اللّه عليه و آله: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا، و إنما نومهم غفلتهم عما بعد الموت.

فإذا جاءت سكرة الموت بالحق التي هي مفارقة النفس الجسد، و عاينت الحقيقة التي كانوا بها يوعدون كما قال اللّه تعالى: «فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ». و قال لنبيه، 7: «وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ»

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست