responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 40

بالقوّة، فعّالة في الأجسام و الأشكال و النقوش و الصور طبعا، و ان موتها هو جهالتها بجوهرها، و غفلتها عن معرفة ذاتها؛ و ان ذلك عارض لها من شدة استغراقها في بحر الهيولى و لبعد ذهابها في هاوية الأجسام، و لشدة غرورها في الشهوات الجسمانية. و الناس أكثرهم لجهالاتهم بجوهر نفوسهم، و غفلتهم عن حياتها الأبدية، لا يعرفون إلّا هذه الحياة الدنيا الجسدانية الدنيّة المتقطعة «وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ» «أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ» فصاروا يريدون البقاء في الدنيا و يتمنون الخلود فيها كما قال تعالى: «يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ» و قال: يريدون عرض الدنيا و اللّه يريد الآخرة «وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقى‌» و قال: «وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى‌» و قال: «وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ» و آيات كثيرة في ذم الذين يريدون الحياة الدنيا، هي حياة الجسد، و يغفلون عن الحياة الآخرة التي هي حياة النفس بالحقيقة، و تلك حياة أبدا دائما. فأما ماهيّة حياة الجسم فنقول:

اعلم أن الجسد ميّت بجوهره، و أن حياته عرضية لمجاورة النفس إياه، كما أن الهواء مظلم بجوهره، و إنما ضياؤه بإشراق نور الشمس عليه و القمر و الكواكب. و الدليل على أن الجسد ميّت بجوهره ما يرى من حاله بعد مفارقة النفس له كيف يتغير و يفسد و يتلاشى و يرجع إلى التراب، كما كان بديئا «مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ.»

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست