responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 402

الفلك، و مواضع الكواكب في أصول مواليدهم، و مساقط نطفهم، و قد بيّنا طرفا من هذا العلم في رسالة الأخلاق. و نريد أن نذكر في هذه الرسالة طرفا من فنون اختلافات العلماء الذين هم أصّلوا الآراء و المذاهب، و فرّعوا منها أنواع المقالات و الأحكام، و كم هي تلك الآراء و المذاهب، و ما هي تلك الأسباب التي أدّت بالعلماء إلى الاختلاف، و كم هي. و لكن قبل ذلك نحتاج أن نذكر أجناس الأشياء التي اختلفوا فيها، كم هي، و ما هي، فنقول:

إن الأشياء المختلف فيها ثلاثة أنواع: أولها في الترتيب هي الأمور المحسوسة، و بعدها الأمور المعقولة، و بعدها الأمور الإلهية المبرهنة. أما الأمور المحسوسة فهي صور في الهيولى تدركها الحواسّ المباشرة لها، و تنفعل عنها، كما بيّنّا في رسالة الحاسّ و المحسوس.

و أما الأمور المعقولة فهي رسوم تلك المحسوسات التي أدّتها الحواسّ إلى القوّة المتخيلة، إذا بقيت مصوّرة في الأوهام بعد غيبة المحسوسات عن مباشرة الحواسّ لها، كما بيّنا في رسالة العقل و المعقولات.

و أما الأمور الإلهية المبرهنة فهي أشياء لا تدركها الحواسّ، و لا تتصوّرها الأوهام، و لكن الدليل و البراهين الصادقة باعثة للعقول إلى الإقرار بها و القبول لها، كما نبيّن ذلك في كتب الهندسة و بيان المنطقية جميعا. مثال ذلك أنه قد قام البرهان في كتاب أقليدس على أن كل مقدار ذي نهاية، أيّ مقدار كان، جسما كان، أو سطحا، أو خطّا، فإنه يمكن أن يوجد منه ظلّ دائما أبدا لا يفنى. و هذه الحكمة مما لا تدركها الحواسّ، و لا تتصوّرها الأوهام البتّة. و أمثال هذه الحكمة كثيرة في هذه الكتب، و في غيرها من كتب الهندسة. و هكذا أيضا قد قام البرهان بطريق المنطق الحكميّ الفلسفي على أن خارج العالم لا خلاء و لا ملاء. و هذه الحكمة أيضا مما لا تدركها الحواسّ و لا تتصورها الأوهام. و أمثال هذه الأشياء كثيرة معروفة عند العلماء، بخاصّة إقرار الموحّدين للّه و العارفين به بأن اللّه‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست