و لصورة الملائكة مقامات و درجات عند اللّه
تعالى، و بذلك يكون بعضهم أشرف من بعض، كالمقرّبين منهم و غير المقرّبين.
و البعث هو انتباه النفوس من نوم الغفلة و رقدة الجهالة. و النوم هو
اشتغال النفس عن الجسد بغيره مع شمول عنايتها به. و القيامة قيام النفس من قبرها و
هو الجسد الكائن الذي كانت فيه فزهدت و أبعدت عنه. و الحشر هو جمع النفوس الجزئيّة
نحو النفس الكليّة، و اتحاد بعضها ببعض، إذ الجزء أحد أجزاء الكل، و الكل مجمع
الأجزاء المنفصلة منه. و قولنا الاتحاد امتزاج الجواهر الروحانية، كامتزاج صوت
الزّير و البمّ[1]، و الحساب
موافقة النفس الكليّة النفوس الجزئية، بما عملت عند كونها مع الأجساد. و الصّراط
هو الطريق المستقيم القاصد إلى اللّه تعالى.
فصل
الألوان المفردة هي البياض و السواد و الحمرة و الصّفرة و الخضرة و
الزّرقة و الكدرة. و الأشياء البيض إنما تراها بيضاء لأسباب ثلاثة: أحدها لأن
النور محبوس فيها، لغلبة الرّطوبة، و الرطوبة لونها كاللبن؛ و الثاني لأن النور
مولج فيها لكثرة التخلخل كالملح؛ و الثالث لأن النور محبوس فيها لجمود رطوبتها
كالفضّة.
على أن النور من وراء الأجسام المشفّة يرى أبيض، فإن عرض له عارض يرى
أصفر. و الأشياء الصفر ترى صفراء لأسباب تمنع النور أن يرى صافيا، كالنار يراها
صفراء، لأن حرارتها تسدّ مسامّ البصر، فلا تقدر قوة الباصرة إدراكها على التمام. و
منها ما يرى أصفر لأن الحرارة تسدّ مسامّها كالأشياء البيض إذا طبخت اصفرّت.
[1] -الزير: الدقيق من الأوتار. اليم: الغليظ من
الأوتار.