responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 399

فأما علة رؤية الأشياء حمرا فلشيئين: أحدهما الأسباب المعفّنات، و الآخر الأسباب المذوّبات، فالمعفّنات لكثرة الرطوبة، و المذوّبات لكثرة الحرارة، كالشمس تراها حمراء، عند كثرة البخارات الصاعدة إليها من جملة المياه و الرطوبات، و عند النّضج و الإزهار و الثّمار تؤدي من شدة الحرارة المذوّبة. فقد تبين بهذا أن البصر إذا رأى النور من وراء الأجسام المشفّة و غلبها أحد الأسباب الثلاثة رآها حمراء.

و أما الخضرة فهي من أجل غلبة الرطوبة الأرضيّة على النور، و منع البصر إياها، أو منع النور أن يصير إلى البصر صرفا.

و أما السواد فهو منع الرطوبة الأرضية وصول النور إلى البصر، أو منع البصر الوصول إلى النور، لأن السواد يجمع البصر، و البياض يفرّقه.

و كل الألوان الباقية متوسّطة بين هذين الطرفين، و فعلها في البصر بحسب غلبة أحد هذين عليها.

و الطعوم تسعة أنواع: و هي العفوصة و القبوضة و الحموضة و الحلاوة و الملاحة و المرارة و الحرافة و العذوبة و الدّسومة. و الحلاوة تجعل اللسان أملس. و المرارة تجعل أجزاءه متفرقة خشنة. و الحرّيف يزيد في ذلك.

و المالح يفرّق و يجفّف. و العفوصة تجمع و تقبض. و الحموضة تفرّق و تقبض.

ثم اعلم أيها الأخ بأنك قاصد إلى ربك منذ خلقت نطفة في الرحم، و ربطت بها نفسك، تنقل كل يوم من حالة هي أدون إلى حالة أتمّ و أكمل و أشرف؛ و من مرتبة هي أنقص إلى مرتبة أخرى هي أعلى و أشرف، و إلى منزلة هي أرفع، إلى أن تلقى ربك و تشاهده، و يوفّيك حسابك، و تبقى عنده نفسك ملتذّة فرحانة، مسرورة مخلّدة أبد الآبدين، و دهر الداهرين، مع النبيين و الصّدّيقين، و الشهداء و الصالحين، و حسن أولئك رفيقا. وفّقك‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست