قبول أحد الأمرين بالوهم من ذوات الباطن و
ذوات الظاهر بالحس. فإن قيل:
ما الجهل؟ يقال: تصور الشيء بغير صورته. فإن قيل: ما الاعتقاد؟
يقال:
هو عقد الاحتمال على تحقيق شيء. فإن قيل: ما الوهم؟ يقال: هو قوة من
قوى النفس الحيوانية متخيّلة بها الأشياء.
فإن قيل: ما الإيمان؟ يقال: هو التصديق مما يخبر به المخبر. فإن قيل:
ما الإسلام؟ يقال: هو التسليم بلا اعتراض. فإن قيل: ما الدين؟ يقال:
هو الطاعة من جماعة لرئيس ينتظر منه نيل الجزاء. فإن قيل: ما الكفر؟
يقال: هو الغطاء. فإن قيل: ما الشّرك؟ يقال: هو إثبات ربوبية اثنين.
فإن قيل: ما الجحود؟ يقال: هو إنكار الحق. فإن قيل: ما المعصية؟
يقال: هي الخروج عن الطاعة. فإن قيل: ما الطاعة؟ يقال: هي الانقياد
لأمر الآمر و نهي الناهي. فإن قيل: ما المعاد؟ يقال: هو رجوع النفوس الجزئية إلى
النفس الكلية. فإن قيل: ما الثواب؟ يقال: هو ما تجد كل نفس من الراحة و اللذة و
السرور و الفرح بعد مفارقتها للجسد. فإن قيل: ما العقاب؟ يقال: هو ما ينالها من
الخوف و الحزن و الآلام بعد المفارقة للأجسام. و كل نفس بحسب ما اكتسبت تنال من
الخير إن كان خيرا، أو من الشر إن كان شرّا. فإن قيل: ما المعروف؟ يقال: هو فعل ما
جرت به العادة، و لم تنه عنه الشريعة و السّنّة. فإن قيل: ما المنكر؟
يقال: فعل ما لم تجر به العادة لا في السّنّة و لا في الشريعة. فإن
قيل: ما أجرة الأجير؟ يقال: هي جزاء لما يستحق كل عامل بما يعمله.