responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 377

بد من ذكرها مقدّمات ينتج عنها ما نريد أن نبيّن من هذه العلل و الأسرار فنقول:

إن العلماء الراسخين و الحكماء الرّبّانيين قالوا إن اللّه تعالى، لما أبدع الموجودات، و اخترع المخلوقات، رتّبها مراتب الأعداد المتواليات، و نظّمها نظاما واحدا يتلو بعضها بعضا في الموجودات إلى الأعداد المتناسبات، إذ كان ذلك أحكم و أتقن. كما بيّنّا في رسالة المبادي العقلية.

و أما فعل الباري تعالى فحسب ما ذكرنا؛ و ذلك أنه جعل كلّ جنس من الموجودات على أعداد مخصوصة مطابقة بعضها لبعض، إما بالكميّة و إما بالكيفيّة، ليكون ذلك دليلا للعلماء و بيانا للعقلاء، إذا بحثوا عنها، و اعتبروا، و استدلّوا بشاهدها الجليّ على غائبها الخفيّ، فيبين لهم و يعلموا أنها كلّها من صنع بارئ حكيم. فيزدادون بذلك بصيرة و يقينا، و إلى لقاء اللّه تعالى اشتياقا، و يعبدون ربّهم ليلا و نهارا.

ثم اعلم أن من الأشياء الموجودة ما هي على أعداد مخصوصة، و منها ما هي في البروج و الأفلاك، و منها ما هي في الأركان و الأمّهات، و منها ما هي في خلقة النبات، و منها ما هي في تركيب جثّة الحيوانات، و منها ما هي في سنن الشرائع من المفروضات، و منها ما هي في الخطاب و المحاورات. فمن ذلك أن اللّه تعالى أنزل القرآن بلغة فصيحة هي أفصح اللغات، و جعل هذا الكتاب مهيمنا على كل كتاب أنزله قبله، و جعل هذه الشريعة أتمّ الشرائع و أكملها، و حكّم في سنن المفروضات أمورا مثنويّات و مثلّثات و مربّعات و مخمّسات و مسدّسات و مسبّعات و مثمّنات، و ما زاد بالغا ما بلغ، ليكون إذا تأمّل أولو الألباب، و تفكّر فيها أولو الأبصار، و اعتبروا فيها، وجدوا في سنتها و أحكامها أمورا معدودة مطابقة لأمور من الرياضيات و الطبيعيات و الإلهيّات، و يتعلمون و يتيقنون أن هذا الكتاب هو من عند الصانع الحكيم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست