responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 374

و بعضها متحركا تارة و ساكنا أخرى، مثل الهواء، و الماء، و النار، و الحيوان، و النبات، فيدلّنا بأن شيئا آخر هو الذي يحرّكها و يسكّنها.

و ليست النفس بجسم و لا بعرض من الأعراض القائمة بالجسم المتولّد منه أو فيه، لأن العرض هو شي‌ء لا يقوم بنفسه، و هو أنقص حالا من الجسم، و المحرّك للشي‌ء، المسكّن له هو أقوى منه و أشرف. و دليل آخر أن العرض لا فعل له، لأن الفعل عرض من الأعراض، قائم بفاعله، و لو كان للعرض فعل، لكان يجب أن يكون العرض قائما به، و لا هو يقوم بنفسه، فكيف يقوم بغيره؟ فهذا دليل على أن العرض لا فعل له.

و قد بيّنّا أيضا أن الجسم لا فعل له، لأن الفاعل بالحقيقة هو الذي يقدر على أخذ الفعل و تركه، لأن ترك الفعل أسهل من أخذه، فلو كان للعرض فعل، لكان يقدر على تركه كما يقدر على أخذه. فمن ظنّ أن النفس الناطقة، الفاعلة، الحسّاسة، الدرّاكة العلّامة، الصانعة الحكيمة، المتكلّمة العارفة، المجرّدة من الكائنات، من تركيب الأفلاك، و أقسام البروج، و الحركات، و الموّلدات المركّبات، من الحيوان و النبات، و المعادن، و أنواعها، و خواصّها، و منافعها و مضارّها، إنما هي عرض أو مزاج متولّد من أخلاط البدن، من غير دليل على ما زعم، أو حجّة بيّنة دعته إلى ما هو عليه يتوهم، فهو جاهل بأمر نفسه، لم يعرف حقيقة ذاته، فكيف يوثق بقوله إنه يعرف حقائق الأشياء، و يعبّر عن علل الموجودات الغائبات عن الحواس، و إنه يعلم أسباب الكائنات الخفيّات التي لا تعلم إلّا بدليل عقلي و براهين حكميّة، و مقدّمات و نتائج منطقيّة أو هندسية؟ و هذا الذي يظن أن نفسه العالمة الناطقة، الصانعة الحكمية، جسم أو مزاج أو عرض من الأعراض، لا قوام لها و لا حسّ، و لا حركة و لا شعور «هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ» بعيد عن الحق، «و نودي به‌ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» ضلّ عن طريق الصواب من يظن بنفسه هذه الظنون‌ «وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» إذ من جهل نفسه كيف‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست