responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 365

يدعوها إلى الأكل و الشرب، ليخلف على أبدانها من الكيموس‌[1] بدل ما يتحلّل من البدن. لأن البدن في التحلّل دائما من أسباب خارجة و أسباب داخلة، و أما الشهوات فلكيما تدعو إلى المأكولات المختلفة الموافقة لأمزجة أبدانها و ما تحتاج إليه طباعها. و أما اللذة فلكيما تأكل بقدر الحاجة من غير زيادة و لا نقصان. فإن قيل: لم جعل للنفوس من الآلام و الأوجاع و الأفزاع عند الآفات العارضة لأجسادها؟ قيل له: لكيما تحرص نفوسها على حفظ أجسادها من الآفات العارضة لها إلى وقت معلوم، إذ كانت الأجساد لا تقدر على جرّ منفعة، و لا دفع مضرّة عنها. فإن قيل: لم جعل بعض الحيوانات أكلة لحوم بعض؟ قيل لكيما لا يضيع شي‌ء مما خلق اللّه بلا نفع، و ذلك أنه قد تاهت أوهام العلماء و تحيّرت عقولهم في طلب علّة أكل الحيوانات بعضها بعضا، و ما وجه الحكمة منه، إذ كان الباري جعل ذلك في طباعها جبلة، و هيّأ بها آلات و أدوات تتمكن بها، كأنياب و مخاليب و أظافير حداد، التي تقدر بها على القبض، و البسط، و الضّبط، و الخرق، و النّهش، و الأكل، و الشهوة، و اللذة، و الجوع، و ما شاكل ذلك، مهما يلحق المأكولات منها من الآلام و الأوجاع و الفزع عند الذبح و القتل و الأمراض! فلما تفكروا في ذلك و لم تسنح لهم العلّة و لا ما وجه العلّة و الحكمة، اختلفت عند ذلك بهم الآراء، و التبست بهم المذاهب، حتى قال بعضهم: إنّ تسلّط الحيوانات بعضها على بعض، و أكل بعضها لبعض ليس من فعل الحكيم، بل فعل شرير قليل الرحمة، فلهذا قالوا: إن للعالم فاعلين: خيّر و شرير! و منهم من نسب ذلك إلى النجوم. و منهم من قال: عقوبة لها لما سلف منها من الذنوب في الأدوار السالفة، و هم أهل التناسخ. و منهم من قال بالعرض.

و منهم من قال: إن هذا أصلح. و منهم من أقرّ على نفسه بالعجز و قال:


[1] -الكيموس: الحالة التي يكون عليها الطعام بعد فعل المعدة فيه.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست