responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 363

و عقدتين و قد كان في واحد واحد كفاية؟ قيل له: ليكون ذلك دلالة على تحقيق ما قلنا، و صحّة ما وصفنا، من أن له دارين اثنتين و هما الدنيا و الآخرة. و ذلك أن حالات أحد النيّرين تشبه حالات أمور الدنيا و أبنائها و هو القمر، و الآخر تشبه حالاته حالات الآخرة و أبنائها و هي الشمس النيّر الأكبر. و لذلك إن أمور الدنيا و حالات أبنائها تعدّ من أنقص الوجوه و أدون المراتب مرتبة إلى أتمّها و أكملها. فإذا بلغت إلى غاياتها أخذت في الانحطاط و النّقصان إلى أن تضمحلّ و تتلاشى. و هذا حال القمر من أول الشهر ثم إلى نصفه، و من نصف الشهر إلى آخره، تشاهد في كل سنة اثنتي عشرة مرة. و هكذا حكم السّعدين و دلائلهما: أحدهما يدل على سعادة أبناء الدنيا، و الآخر يدل على سعادة أبناء الآخرة. و ذلك أن الزّهرة التي هي السعد الأصغر، إذا استولت على مواليد أبناء الدنيا، دل لهم على حسن الرتبة و العز و الكرامة، و السرور و اللذة، و النعم و الرفاهة، و اللّعب و اللهو و الغناء، و ما يتنافس فيه أبناء الدنيا من هذه الخيال، و يعدّونها سعادة، و ليست هي سعادة بالحقيقة، بل هي محنة و شقاء و بلوى. و أما إذا استولى المشتري الذي هو السعد الأكبر على مواليد الناس، دل لهم على حسن الأخلاق، و جودة النفس، و محبة الخير و العمل به، و العدل و لانصاف في المعاملات، و التمسك بالدين و كثرة العبادة و ذكر الميعاد، و ترك اللذات و الشهوات الدّنيوية، و التفكّر في أمر الآخرة، و التقلّب بعد الموت، و ما شاكل هذه الخصال المتضادّة، لما يدلّ عليه أبناء الآخرة. و هكذا حكم النحسين، و ذلك أن أحدهما يدلّ على محنة و منحسة أبناء الدنيا و هو زهل إذا استولى على المواليد، دلّ على الفقر و البؤس، و الشدائد، و الذل و الهوان، و العلل و الأمراض، و التعب و العناء، و المصائب و الغموم و الأحزان، و نوائب الحدثان التي هي أكثر من أن تحصى، و أبناء الدنيا مرهونون بها لا ينفكّ أحد منها.

و إذا استولى المرّيخ على المواليد و تقوّى، فدلالته على أتباع الشرور: على‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست