responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 362

من النفس، و الصّور التي ليست بأجسام ذوات الأبعاد الثلاثة التي هي ظل ذي ثلاث شعب.

ثم اعلم أن العالم الروحاني محيط بعالم الأفلاك، كما أن عالم الأفلاك محيط بعالم الأركان الذي دون فلك القمر. و قد جعل اللّه تعالى عالم الأفلاك كريّات الأشكال، مستديرات الحركات، لأن هذا الشكل هو أفضل الأشكال من عدّة وجوه و معان، و الحركة المستديرة أفضل الحركات من جهات شتى. و قسم اللّه تعالى الفلك اثني عشر قسما، لأن هذا العدد أفضل الأعداد، و ذلك أنه أول عدد زائد. و جعل عدد الأفلاك تسعة مطابقة لأول عدد فرد مجذور. و جعل عدد الكواكب السيّارة سبعة مطابقة لأول عدد كامل، و جعل فيها نيّرين، و اثنين سعدين، و اثنين نحسين، و واحدا ممتزجا.

و جعل أيضا في الفلك عقدتين، و جعل بعض البروج منقلبة، و بعضها ذا جسدين، و بعضها ثابتة، و بعضها ناريّة، و بعضها ترابية. كلّ ذلك لما فيه من وجوه الحكمة و إتقان الصنعة، لا يبلغ فهم البشر كنه معرفتها، إلّا من ألهمه اللّه تعالى، و هدي قلبه و شرح صدره بنور حكمته، كما ذكر بقوله:

«وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْ‌ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ».

فإذا قيل: لم جعل الباري تعالى عالم الأجسام قسمين اثنين أحدهما علويّ و هو عالم الأفلاك و ما فيها من أصناف الأكر و الكواكب، و الآخر سفليّ و هو عالم الأركان و ما فيها من أجناس الخلائق؟ فيقال له: لعلل شتى و أسباب عدّة، و لما فيه من إتقان الحكمة و إحكام الصّنعة ما لا يبلغ فهم البشر كنه معرفتها، و لكن نذكر منها طرفا فنقول: ليكون في ذلك تبصرة للعقلاء و بيان لأولي الأبصار فإن للّه دارين اثنتين إحداهما هي الدنيا التي هي عالم الأجسام و مسكن الأجرام، و الأخرى هي دار الآخرة التي هي عالم الارواح و محلّ النفوس.

فإن قيل: لم جعل الباري في عالم الأفلاك نيّرين و سعدين و نحسين‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست