responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 361

نظرهم و شدة بحثهم و جودة فكرهم و اعتقادهم، طرفا ليكون دلالة على الباقية، و قياسا لما نريد النظر فيها و الحثّ عليها و الاعتبار لها، تشبّها بهم و اقتداء بمذاهبهم. و إذ قد ذكرنا ما يحتاج إليها فنريد الآن أن نبيّن طرفا من كيفيّة السؤال و الجواب عن علل الأشياء و ماهيّة الحكمه فيها.

فصل‌

و كيف إذا قيل: لم خلق اللّه تعالى العالم بعد أن لم يكن؟ فيقال: لأن اللّه حكيم و خلقه العالم حكمة، و فعل الحكمة عن الحكيم واجب، و بواجب الحكمة إذا خلق العالم. و إذا قيل: لم خلق اللّه في وقت و لم يخلق قبل ذلك؟ قيل: لعلمه السابق أنه سيخلق في هذا الوقت لا قبل.

فإن قيل: لم خلقه على هذه الصورة التي عليها الآن، و لم يخلقه على صورة غيرها؟ فيقال: لعلمه أن هذه الصورة أحكم و أتقن، ففعل كما علم ليكون فعله موافقا لعلمه. و إذا قيل: كيف خلق اللّه العالم، و كيف ابتدأه من أوله إلى آخره؟ فقد أوردنا لهذا العالم أربع رسائل: رسالتين في المبادي، و رسالتين في العالم، بيّنا فيها كيف أبدع الباري تعالى الموجودات و جميع الكائنات، و كيف رتّبها و نظّمها بعضها يتلو بعضا في الوجود و البقاء كترتيب العدد عن الواحد الذي قبل الاثنين. و ينبغي لمن يريد النظر في هذه الرسالة أن يكون قد نظر في رسالة الأربعة الموصوفات قبل هذا، لأن معرفة كيف هو قبل معرفة لم هكذا، كما بيّنّا في رسالات أجناس السؤالات التسعة و أجوبتها للحكماء.

ثم اعلم أن للّه تعالى عالمين: أحدهما جسماني و الآخر روحاني. فالعالم الجسماني هو الفلك المحيط و ما يحويه من سائر الأفلاك، و الكواكب، و الأركان، و الموّلدات الثلاثة، و العالم الروحانيّ هو عالم العقل و ما يحويه‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست