responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 360

جواب يصلح لكل واحد: و ذلك أن في الناس خواصّ و عوامّ. أما جواب الخاص، إذا سأل عن حدوث العالم و علّته الموجبة، فجوابه على ما سنذكره و نشرحه من بعد. و أما جواب العامّة، إذا سألوا لم خلق اللّه العالم بعد أن لم يكن؟ فجوابه أن في خلقه العالم حكمة و خيرا، و فعل الحكمة عن الحكيم واجب! فلو لم يخلق العالم، لكان تاركا للحكمة و فعل الخيرات، و هذا هو الجواب. فإن قال: لم خلق في وقت دون وقت؟ فيقال: لأنه كان عالما أنه سيخلق في الوقت الذي خلق فيه، فلو خلق قبل ذلك لكان فعله مخالفا لعلمه، تعالى عن ذلك علوّا كبيرا. فإن قيل: لم خلق اللّه تعالى العالم على هذه الصورة التي هو عليها الآن، و لم يخلقه على غيرها من الصور؟ فيقال: لأن هذا أحكم و أتقن. فإن قيل: بل غيره أحكم و أتقن! فيقال له: بيّن كيفية ذلك؟ فإن الحكماء الربّانيين قالوا لا يجوز و لا يمكن أحكم من هذا و لا أتقن منه. فإن قال: أو ليس زيد الزّمن‌[1] قد كان يمكن أن يكون أحكم بنية و أحسن صورة مما هو عليه الآن؟ فيقال:

سألتنا عن صورة العالم بكليته، لا عن صورة حروف أجزائه، بل ما ذا تقول في صورة الإنسانية، هل يجوز أن تكون أحكم و أتقن مما هي عليه الآن؟

ثم اعلم أن اللّه تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم بالقصد الأول، فأما صورة زيد الزّمن و عمرو المفلوج فللأسباب الفلكية و العلل الطبيعية، و يطول شرح ذلك: و ذلك أن الحكماء بحثوا عن علل الأشياء و خبروا عن أسبابها، فإنما كان ذلك عن علل الكليات، فأما علل الجزئيات فلا يبلغ فهم البشر معرفتها، بل تقصر عقولهم عن معرفتها و عن عللها و أسبابها الدقيقة الخفيّة.

و نريد أن نذكر عن تلك العلل و الأسباب التي أدركها الحكماء، بدقّة


[1] -الزمن: من كان فيه عاهة.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست