responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 36

فصل في غرض رباط النفس الكلية بالجسم الكلي حسب ما تبين هاهنا

فنقول: إنه لما كانت الموجودات كلّها مرتبة بعضها تحت بعض، متعلّقة في الوجود بالعلة الأولى الذي هو الباري تعالى كتعلّق العدد و ترتيبه عن الواحد الذي قبل الاثنين، كما بيّنّا في رسالة المبادي العقلية، و كانت النفس أحد الموجودات، و كانت مرتبتها دون العقل و فوق الجسم المطلق، و كان الجسم فارغا من الأشكال و الصور و النقوش و الحياة، قابلا لها بالطبع؛ و كانت النفس حيّة بالذات، علّامة بالقوّة، فعّالة بالطبع، و لم يكن من الحكمة الإلهية و العناية الربّانية أن تترك النفس فارغة غير مشغولة بضرب من الحكمة، و أن يكون الجسم، مع قبوله للتمام، عاطلا ناقص الحال؛ و لم يكن للنفس أن تتحكم على الموجودات التي فوق رتبتها الذي هو العقل الفعال، عطفت النفس بواجب الحكمة على الجسم المطلق، إذ كان دونها في الرتبة، فتحكمت فيه بالتحريك له و الشكل و التصاوير و النقوش و الأصباغ، ليتمّ الجسم بذلك، و تكمل النفس أيضا بإخراج ما في قوّتها من الحكمة و الصنائع إلى الفعل و الظهور و الإظهار، تشبّها بحكمة الباري تعالى، إذ لم يقتصر على علمه بالكائنات قبل كونها حتى أخرجها إلى الوجود بعد العدم، ليظهر الكلّ للجزء، و يشاهد الجزء الكلّ و يخرج ما في القوّة من الحكمة و الصنائع إلى الفعل و الظهور.

فمن أجل هذا ربطت النفس الكلية بالجسم الكلي المطلق الذي هو جملة العالم من أعلى فلك المحيط إلى منتهى مركز الأرض، و هي سارية في جميع أفلاكه و أركانه و مولّداته، و مدبّرة لها و محركة بإذن اللّه تعالى و تقدّس.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست