responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 336

فصل في بيان مشاهدة العلماء الحكماء العارفين المستبصرين الذين هم أولياء الله المصطفون الذين يرون صانع العالم بعين البصيرة

فنقول: اعلم أن الجسم ذو جهات لا يمكنه أن يتحرّك إلى جميع جهاته دفعة واحدة، و ليست حركته إلى جهة أولى من جهة إلّا لسبب أو علّة بها تكون تلك الحركة من تحريك غيره إياه. فاعلم أن صانع العالم لما كان محتجبا عن أبصار الناظرين الذين هم به جاهلون، كان أثر الصّنعة في مصنوعاته ظاهرا جليّا بيّنّا لا يخفى على كل عاقل منصف لعقله، و إن كان لا يدري الصّنعة لمن هي، و من عمله، و متى صوّره، و من أي شي‌ء خلقه، و كيف صوّره، و واحد عمله أو أكثر. و إن كان العمل لواحد فعلى مثال احتذاه بفعله إياه، أو يعرف مثال عمله، و لم فعل بعد أن لم يكن فعل؟! فمشاهدتهم أثر الصنعة في المصنوع- و هي التي ذكرنا من اختلاف أحوالها- دلالة على أنها كلّها بقصد قاصد، و صنع صانع، و فعل حكيم قادر، و إن كانوا ليسوا يرونه، و لا يدرون من هو لجهلهم به، و قلّة معرفتهم له، و هي الحجاب الذي بينه و بينهم، كما ذكر اللّه تعالى في ذمهم: «كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ» و الحجاب هاهنا هو جهالتهم و قلّة معرفتهم به.

و أما أولياء اللّه و أصفياؤه و العلماء العارفون المستبصرون فإنهم يرونه و يشاهدونه في جميع أحوالهم و متصرّفاتهم، ليلهم و نهارهم، لا يغيب عنهم طرفة عين، كما لا تغيب مصنوعاته و مخلوقاته و مصوّراته عن أبصار الناظرين، كما وصفهم تعالى بقوله: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ» و قال: «إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ» سمّاهم شهداء لمشاهدتهم للّه تعالى في جميع أحوالهم كما قال: «فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ» و قال:

«هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ» و لا يعزب عنه مثقال ذرّة في السماوات و لا في الأرض، و لا أصغر من ذلك، و لا أكبر إلّا هو معهم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست