responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 304

لجرم الأرض، أو أعظم أو أصغر منها في المقدار، إذ ليس في القسمة العقلية غير هذه. ثم بحثوا عن واحد واحد من هذه الأقسام الثلاثة، حتى عرفوا حقيقتها، كما هو مذكور في كتبهم بشرح طويل. فاعمل أنت يا أخي، أيّدك اللّه و إيانا بروح منه، في هذه المسألة، مثل ما عمل هؤلاء في مسألتهم و هو أن تقول: لا يخلو أمر البعث و معنى القيامة أن تبعث الأجساد دون النفوس، أو النفوس دون الأجساد، أو الجميع، إذ كان ليس في القسمة غير هذه الوجوه الثلاثة، ثم ابحث و تصفّح عن حقيقة واحد واحد من هذه الوجوه الثلاثة، كما نبيّن في هذا الفصل.

اعلم يا أخي، أيّدك اللّه و إيانا بروح منه، أن من يرى و يعتقد بأن الإنسان ليس هو شي‌ء سوى هذه الجملة المحسوسة: أعني الجسد المؤلّف من اللحم و الدم، و العظم و العروق، و ما شاكلها التي هي كلّها أجسام طويلة عريضة عميقة، و ما يحلّها من الأعراض على البنية المخصوصة التي هي صورة الإنسانية، فهو لا يتحقّق أمر البعث، و لا يتصوّر حقيقة القيامة، إلّا إعادة هذه الأجساد برمّتها، و تلك الأجرام و الأعراض بعينها، على هذه الحال التي هي عليها الآن، ثم يحشرون و يحاسبون، الجسمانيّة و النوازع الجاذبة لها إلى الأسباب الضرورية، من الجوع و العطش، و الغذاء، و الحرّ و البرد، و الآلام و الأوجاع، و الأمراض و الأسقام، و الأحزان و المصائب و الحدثان، من جور السلطان، و حسد الإخوان، و عداوة الجيران، و مقاساة غيظ الأقران، و وساوس الشيطان، و ما هو مكلّف به من حمل ثقل الطاعات، و الجهد في العبادات، من الصوم و الصلوات، و منع النفس عن الشّهوات المركوزة في الجبلة، و العادات المطبوعة، و ما على النفس في البدن من الكليّة مع شدة هذه كلّها، يرى و يعتقد بأنه محبوس في هذه الدنيا إلى وقت معلوم، كما قال رسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم: «الدنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر» لأن المؤمن المحقّ قد سجن نفسه بالمنع لها عن الشهوات‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست