responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 303

الأشياء التي أنت مقرّ بها بلسانك، و تؤمن بقلبك، ثم تفكر فيما تسمع، و تأمّل ما يوصف لك، و ميّزه ببصيرتك، و اعرضه على عقلك الذي هو حجة اللّه عليك، و القاضي بينك و بين أبناء جنسك، فإن اتّضحت لك حقيقة ما تسمع، و تصوّرت ما يصفون، و تيقنت ما يخبرون، فبتوفيق من اللّه و هداية منه. و إن تكن الأخرى كنت قد بذلت المجهود، و أزلت العذر فيما أنت مكلّف له‌ «وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ».

و إن لم يتفق لك يا أخي لقاء أحد من أهل هذه الصناعة، بحيث أن تسأله عن حقيقة هذا السر، و يعرّفك ما تطلب و تريد أن تعلم أنت باجتهادك و عقلك و بصيرتك و تمييزك، فاسلك في هذا البحث و النظر طريقة الحكماء النجباء، و استعمل القياس البرهاني الذي هو ميزان العقول، كما وصف في المنطق، و قد بيّنا من علم المنطق في رسائل شبه المدخل و المقدّمات ما فيه كفاية، و لكن نذكر في هذا الفصل مثالا واحدا ليقرب به عليك مأخذه.

و اعلم يا أخي، أيّدك اللّه و إيانا بروح منه، أن علم الإنسان المعلومات:

بعضها بطريق الحواس، و بعضها بطريق السّمع و الروايات و الأخبار، و بعضها بطريق الفكر و الرويّة و التأمّل و العقل الغريزي، و بعضها بطريق الوحي و الإلهام. و ليس هذا الفن باكتساب من الإنسان و لا باختيار منه، بل هو موهبة من اللّه تعالى، و بعضها بطريق القياس و الاستدلال، و هو العقل المكتسب، و بهذا العقل يفتخر العقلاء، و به يتفاضل الحكماء و الفلاسفة.

و اعلم يا أخي، أيّدك اللّه و إيانا بروح منه، أنك إذا طلبت علم البعث، و معرفة حقيقة القيامة، و ما يوصف من أحوالها، فليست تخلو معرفتها من أحد هذه الطّرق التي تقدم ذكرها. فإن أردت أن تعرفها بطريق القياس و البرهان، فاعمل في هذه المسألة و ابحث- أعني معرفة البعث و علم حقيقة القيامة- كما يعمل أصحاب المجسطي عند طلبهم معرفة عظم جرم الشمس. و ذلك أنهم قالوا: لا يخلو جرم الشمس من أن يكون مساويا

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست