responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 305

و الملاذّ التي تراد الدنيا من أجلها. و من كان يرى و يعتقد أمر الحياة في الدنيا على هذه الحال، فهو لا يتصوّر أمر البعث، و لا يتحقّق أمر القيامة، إلّا مفارقة النفس الجسد بعد استقلالها بذاتها، و تفرّدها بجوهرها، و مشاهدتها عالمها، و لا يسأل ربّه إلّا اللّحوق بأبناء جنسها من الماضين من عباد اللّه الصالحين، من النبيين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين، كما سأل ابراهيم خليل الرحمن ربّه في آخر دعائه فقال: «وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ» يريد بعد الموت. و هكذا يوسف الصديق: «تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ» يريد بعد الموت. فقال اللّه تعالى لمحمد نبيّه، صلى اللّه عليه و سلم، و على جميع النبيين: «وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى‌» و قال، 7: «أبى اللّه أن يجعل لأوليائه الخلود في الدنيا».

فمن كان هذا رأيه و اعتقاده فهو لا يتصوّر البعث و القيامة إلّا مفارقة النفس الجسد، كما حكي عن رسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم، أنه قال:

«من مات فقد قامت قيامته».

و يحكى عن بعض من كان يعتقد هذا الرأي أنه لقي أخا له من أهل رأيه، فقال له: كيف أصبحت يا أخي، فكيف حالك في هذه الدنيا؟ فقال:

بخير، و نرجو خيرا من هذا أن سلمنا من آفاتها و بلياتها، إن شاء اللّه تعالى؛ فكيف أنت، و كيف حالك؟ قال: كيف تكون حال من يصبح في دار غربة أسيرا فقيرا، لا يقدر على جرّ نفع ما يرجو، و لا دفع ضرّ ما يكره! قال أخوه: كيف ذلك؟ قال: لأنهم قد يجازون بما عملوا من خير أو شرّ، أو عرفان أو إنكار. و اعلم يا أخي أن هذا الرأي و الاعتقاد جيّد للنساء، و الصبيان، و الجهّال، و العوامّ، و من لا ينظر في حقائق العلوم و لا يعرفها. و ذلك أنهم إذا اعتقدوا هذا الرأي، و تحققوا هذا الاعتقاد، يكون ذلك حثّا لهم على عمل الخير، و ترك الشرور، و اجتناب المعاصي، و فعل الطاعات، و أداء الأمانات، و ترك الخيانات، و الوفاء بالعهود، و صحّة

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست