responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 282

عند المحبّ. و كما روي في الخبر عن موسى، 7، أنه نادى ربه فقال: «يا رب أين أجدك؟» فقال: «عند المنكسرة قلوبهم من أجلي.» و قال 7: اعبد اللّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

ثم اعلم أن رؤية أولياء اللّه تعالى، جلّ اسمه، ليست كرؤية الأشخاص، و الأشباح، و الصور، و الأجناس، و الأنواع، و الجواهر، و الأعراض، و الصفات و الموصوفات في الأماكن و المحاذيات، و لكن بنوع أشرف منها و أعلى، و فوق كل وصف جسماني، و نعت جرماني، و هي رؤية نور بنور، لنور في نور من نور، كما قال اللّه تعالى: «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ، الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ» أي لا صورية و لا هيولانيّة.

ثم اعلم أن الغرض الأقصى من وجود العشق في جبلة النفوس و محبتها الأجساد و استحسانها لها و لزينة الأبدان، و اشتياقها إلى المعشوقات المفتّنة، كلّ ذلك إنما هو تنبيه لها من نوم الغفلة و رقدة الجهالة، و رياضة لها و تعريج لها و ترقية من الأمور الجسمانية المحسوسة إلى الأمور النفسانية المعقولة، و من الرتبة الجرمانية إلى المحاسن الروحانية، و دلالة على معرفة جوهرها، و شرف عنصرها، و محاسن عالمها، و صلاح معادها، و كل ذلك أن جميع المحاسن و الزينة، و كل المشتهيات من المرغوب فيها الذي يرى على ظواهر الأجرام و سطوح الأجسام، إنما هي أصباغ و نقوش، و رسوم قد صوّرتها النفس الكلية في الهيولى الأولى، و زيّنت بها ظواهر الأجرام و سطوح الأجسام، كيما إذا نظرت إليها النفوس الجزئية، جنّت إليها، و تشوّقت نحوها، و قصدت لطلبها، بالنظر إليها، و التأمّل لها، و التفكر فيها، و الاعتبار لأحوالها، كلّ ذلك كيما تتصوّر تلك الرسوم و المحاسن و النقوش في ذاتها، و تنطبع في جوهرها، حتى إذا غابت تلك الأشخاص الجرمانية عن مشاهدة

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست