responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 27

فمن كان منهم أذكى فهما تصوّره بجودة ذكائه و حسن رويّته، و قريحة قلبه، و صفاء جوهر نفسه، و ضياء نور عقله. و منهم من عميت عليه الأنباء، إذ لم يكن له ذكاء، و لا لقلبه صفاء، و لا لنور عقله ضياء.

ثم إن أولئك الأخوة اختلفوا فيما بينهم، و صاروا فرقا يتجادلون فيما بينهم في هذه المسألة، و يتنازعون و يتخاصمون و شبّت بينهم نيران الفتنة و البغضاء.

ثم إن والدهم الشفيق رثى لهم و رحمهم لما رأى ما وقعوا فيه من المحنة و البلوى، و أمر بعض إخوانهم العقلاء المستبصرين أن يكونوا قضاة و عدولا بينهم، و يقضوا الحكم بأرفق ما يقدرون عليه. فقال لهم: إذا سألكم إخوتكم و تحاكموا إليكم فيما يختلفون فيه، فأرشدوهم و دلّوهم على ذلك.

فكان من جواب أولئك الأخوة القضاة، إذا سئلوا عن عمل هذه الحلاوات، أجابوا إخوتهم بأنها من عمل أبيهم، فسكنت نفوس أولئك الأخوة الصغار إلى قولهم، لأن معرفتهم بأبيهم أقرب إلى فهمهم من معرفتهم بالحلواني.

و إذا سألوهم: من أي شي‌ء عمل؟ قالوا: لا من شي‌ء تعرفونه، فسكنت نفوسهم إلى قولهم أكثر من سكونهم إلى قول من أجاب أنه عمل من السّكر و الشيرج و النشاء، لأن الصبيان قد تبيّن لهم بأن أشياء كثيرة ما رأوها بعد و لا عرفوها.

و إذا سألوهم: كيف عملها و كيف صوّرها؟ قالوا: كما شاء و كيف شاء.

و كانت هذه الجوابات أسكن لنفوسهم من قول من يطوّل فيه الخطب، و قال كيت و كيت و فعل وضع.

فهذا مثل اختلاف العلماء في حدوث العالم و قدمه، و السائلين لهم و اخوتهم المجيبين عنه. فمثل العالم بما فهى من العجائب و طرق أجناس الموجودات و غرائبه و صنوف صنائع المصنوعات، كمثل تلك الخزانة المملوءة من الحلاوة. و مثل السائلين عن حدوث العالم و كيفية صنعته و عن هيولاء

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست