responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 25

فصل‌

اعلم أنه ليس من علم و لا عمل و لا تجارة إلّا و بين أهلها فيها منازعة و خلف. فمن ذلك الخلف الذي بين العلماء في حدوث العالم و قدمه، و هما طائفتان: الفلسفية و الشريعة. فالأنبياء، :، كلهم يرون و يعتقدون أن عالم الأجسام محدث لا شك فيه. و هكذا يرى بعض الفلاسفة الفضلاء الراسخون في العلم. فأما المتفلسفة الناقصون فشاكّون فيما يقولون، متحيرون فيما يزعمون من قدم العالم.

و هكذا حكم كثير من أتباع الأنبياء، :، و المقرّبين بما خبرت به، فإنهم شاكّون أيضا فيما يقلّدون، و متحيّرون فيما يعتقدون. و أعيذك، أيها الأخ الفاضل، بالله أن تكون منهم، لأن ما مثلهم في هذه الرسالة و ما يختلفون فيها إلّا كمثل أولئك الصبيان الأغبياء البله الجهلاء. و ذلك أنه كان رجل حكيم له أولاد صغار، و كان فيهم جماعة أذكياء فهماء نجباء، و كان فيهم جماعة أغبياء بله جهلاء، فنظر أولئك الأخوة يوما في بعض خزائن أبيهم، فوجدوها مملوءة بالحلاوة، مختلفة الطعام و الألوان و الروائح و الأشكال، فتأمّلوها و فكروا فيها، فوقع في أفكارهم أن قالوا: أ لا ترى من عمل هذه العجائب، و صوّر هذه الأشكال، و من صنع هذه الألوان؟

فمن كان منهم ذكيّا فهيما مدركا نجيبا، علم أنه عمل صانع حكيم.

و من كان منهم غبيّا أبله ساهيا، خفي عليه ذلك و انغلق.

ثم تفكر الذين علموا أنه صنعة الحكيم: أ ترى من أي شي‌ء عملها، و بأي شي‌ء صوّرها؟

فمن كان منهم أذكى و أفهم، علم أنه من شي‌ء آخر عملها. و من كان دونهم في الفهم و الذكاء خفي عليه ذلك.

ثم تفكر الذين علموا أنه من أي شي‌ء عملها: ترى كيف عملها، و لم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست