responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 240

لها، لأنها أنقص حالا من الجسم، إذ كان لا وجود لها إلّا بتوسط الجسم.

و أما الحياة و القدرة و العلم و ما شاكلها التي زعموا أنها أعراض حالّة في الجسم، و بها يفعل هذه الأفعال- و هاهنا وقع اللّبس- فإنها ليست هي أعراضا جسمانية، بل هي أعراض روحانية توجد في بعض الأجسام بمقارنة النفس إياها لها، و تفقد عند مفارقتها إياها. فصح بهذا الاعتبار أن مع الأجسام الحيوانية جواهر أخرى غير جسمانية، هي الفعّالة في الأجسام هذه الأمارات التي تظهر في بعضها دون بعض، و سمّوها نفوسا. و لما رأوا أن النفوس تتفاضل بعضها على بعض بأمر آخر مؤيّد لها، و مفيض عليها الخير و الفضائل، علموا أنه جوهر أشرف و أفضل من جوهر النفس، و سمّوه العقل. و لما كان العقل هو المقرّ على نفسه بأنه مربوب، و له مدبّر خالق، صانع حكيم نزّهه من جميع صفات النّقص، فحينئذ صح لهم، و بهذه الاعتبارات، ما قالوه و وصفوه من مراتب هذه الموجودات الروحانية التي تقدّم وصفها و ذكرها، و هي الهيولى الأولى، و النفس، و العقل، و الباري، جلّ ثناؤه.

و اعلم يا أخي أنه قد بان بما ذكرنا أن النفس الكليّة هي جوهرة روحانية فاضت من العقل الذي أشارت إليه الفلاسفة، و أنها كالهيولى الموضوع له، لما يفيض عليها من الصور و الفضائل و الخيرات لتكمل هي، و أنها كالصانع المصوّر للجسم بما تنقش فيه من الصور و الأشكال لتتمّه بذلك.

و اعلم أن النفس الكلّية هي صورة فيها جميع الصّور، كما أن الجسم الكلّي شكل فيه جميع الأشكال، غير أن الصّور في ذات النفس لا تتراكم و لا تتزاحم، لأنها جوهرة روحانية لطيفة، حيّة، علّامة، فعّالة.

و أما الجسم فإن الأشكال تتراكم فيه و تتزاحم من أجل أنه جوهر غليظ، كثيف، ميّت، جاهل، منفعل، كما بيّنّا في رسالة المبادي.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست