responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 236

بطلت صورة النبات، صار ترابا، أو نارا، أو ماء، أو هواء. فإذا أطفئت النار صارت هواء، و الهواء أحد أجسام الطبيعة.

و على هذا القياس إذا انخلعت صورة من صور الأركان الأربعة، بطل أن يكون موجودا ذلك الرّكن، و لكن لم يبطل أن يكون جسما، و إذا انخلعت الصورة الجسمية من الهيولى الأولى، لم تبطل الهيولى أن تكون جوهرا بسيطا معقولا. و إن بطلت الهيولى لم تبطل النفس. و إن بطلت النّفس لم يبطل العقل. و إن بطل العقل لم يبطل المبدع الأول الذي هو الباري، جلّ و عز.

و مثال هذا من العدد أن العشرة هي صورة واحدة ترتبت فوق التسعة؛ فإذا أسقط الواحد منها بطلت صورة العشرة، و لم تبطل صورة التسعة، و إن أسقط من التسعة واحد، بطلت صورة التسعة، و لم تبطل صورة الثمانية. و على هذا القياس تنحلّ صورة العدد واحدا واحدا، إلى أن ينتهي إلى الاثنين الذي هو أول العدد. و إذا أخذ منها واحد، بطلت صورة الاثنين أيضا، و أما الواحد الذي هو قبل الاثنين فلا يمكن أن يؤخذ منه شي‌ء، لأن صورته من ذاته، و هو أصل العدد و منشؤه، و إليه يرجع العدد عند التحليل، كما منه نشأ عند التركيب.

فقد بان بهذا المثال أن الموجودات كلها صور غيريّات، و هي أعيان الأشياء، و أنها متتاليات في الحدوث و البقاء، كتتالي العدد من الواحد، و أنها كلها من اللّه مبدأها، و إليه مرجعها، كما ذكر في كتابه على لسان نبيه فقال: «إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً.» و قال: «وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ.» و قال اللّه تعالى: «كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ» كما أن العدد إلى الواحد ينحلّ، كما أن منه تركّب في الأصل، حسب ما بيّنا، كذلك الموجودات كلها مرجعها و مصيرها إلى اللّه الواحد الأحد.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست