responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 234

الباري، عز و جل، على العقل الذي هو أول موجود جاد به الباري و أوجده، و هو جوهر بسيط روحاني فيه جميع صور الموجودات غير متراكمة و لا متزاحمة، كما يكون في نفس الصانع صور المصنوعات قبل إخراجها و وضعها في الهيولى، و هو فائض تلك الصور على النفس الكلية دفعة واحدة بلا زمان كفيض الشمس نورها على الهواء. و أن النفس قابلة لتلك الصورة تارة، و فائضة على الهيولى تارة، كما يقبل القمر نور الشمس تارة، و يفيض على الهواء تارة. و أن الهيولى قابلة لتلك الصور من النفس الكلية شيئا بعد شي‌ء على التدريج بالزمان، كما يقبل الهواء نور القمر في وقت دون وقت، و من مسامتة دون مسامتة، كما يقبل التلميذ من الأستاذ شيئا بعد شي‌ء.

و اعلم يا أخي أن صور الموجودات كلّها يتلو بعضها بعضا في الحدوث و البقاء عن العلة الأولى التي هي الباري، عز و جل، كما يتلو العدد أزواجه و أفراده بعضها بعضا في الحدوث و النّظام عن الواحد الذي قبل الاثنين. ثم اعلم أن هذه الألفاظ كلّها ألقاب و سمات يشار بها إلى الصور ليميّز بين إضافات بعضها إلى بعض، كما يميّز بين الأعداد بالألفاظ، و ذلك أن الصورة الواحدة تارة تسمّى هيولى، و تارة تسمّى جوهرية، و تارة تسمّى عرضية، و تارة بسيطة، و تارة مركّبة، و تارة روحانية، و تارة جسمانية، و تارة علة، و تارة معلولة، و ما شاكل هذه الألفاظ، كما يسمّى العدد الواحد تارة نصفا، و تارة ضعفا، و تارة ثلثا، و تارة ربعا، و تارة غير ذلك لإضافة بعضها إلى بعض. مثال ذلك أيضا أن القميص هو أحد الموجودات الجسمانية الصّناعية المدركة بالحسّ، و ماهيّته أنه صورة في الثوب، و الثوب هيولى لها. و ماهيّة الثوب أيضا أنها صورة في الغزل و الغزل هيولى لها.

و الغزل أيضا ماهيّته أنه صورة في القطن و القطن هيولى لها. و القطن أيضا ماهيّته أنه صورة في النبات و النبات هيولى لها. و النبات أيضا ماهيّته أنه صورة في الأجسام الطبيعية التي هي النار و الهواء و الماء و الأرض، و كلّ‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست