responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 21

مهين، لان من الحيوانات ما هو أقوى منه كالأسد، و منها ما هو أضعف منه كالحيوانات الصغار.

و هكذا حاله في الجهل و العلم متوسط، فلا هو راسخ في العلم كالملائكة، و لا هو جاهل مهمل كالبهائم.

و هكذا حال معلوماته متوسط المقدار بين الطّرفين. و ذلك أن الإنسان غير محيط بالأشياء المفرطة الكثيرة كتضاعف العدد الكثير، و هو مدرك للأشياء القليلة كالجزء الذي لا يتجزأ الذي هو في جذر العشرة و ما شاكله.

و هكذا حال قدرته على الموزونات، فإنه لا يمكنه وزنها إلّا المتوسّط منها بين الثقيل المفرط الثّقل كالجبال، و بين الخفيف النزر الخفة كالذرة.

و هكذا حال قدرته على مساحة الأبعاد و المقادير، لا يقدر على مساحة إلّا المتوسّط منها بين الواسع المفرط السّعة كالبراري و البحار، و بين الضيق اللطيف كجرم الإبرة و جرم الخردلة.

و هكذا حال قوة حواسّه على إدراك المحسوسات، فلا يحس منها إلّا المتوسطات بين الطرفين. و ذلك أن القوة الباصرة لا تقوى على إدراك الألوان في الظلمة الظّلماء، و لا على إدراكها في النور الباهر كالنّظر إلى عين الشمس في نصف النهار في يوم الصيف.

و هكذا قوة السمع لا تطيق استماع الصاعقة لشدتها و جلالتها، و لا تقوى أيضا على إدراك دبيب النملة لخفائفها و خمولها.

و هكذا القوّة الذائقة و القوة الشامّة و القوة اللامسة لا تقوى على إدراك محسوساتها إلّا المتوسطات منها، و ذلك أن الحرّ المفرط و البرد المفرط يفسدان المزاج و يخرجانه عن الاعتدال.

و هكذا الطّعم المفرط، و هكذا الرائحة المفرطة يفسدان آلات الحواس، و يغيران المزاج و الاحساس، و هذا يكون من اعتدال المزاج. و قد بيّنّا في رسالة لنا كيفية إدراك الحواس لمحسوساتها واحدا، واحدا، فاعرفه من هناك.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست