responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 172

فصل‌

ثم اعلم أن السلطان الجائر قصير العمر، لأن اللّه قاصم كل جبار عنيد، و مهلك كل مارد و معتد، و هو منصف المظلوم من الظالم، فإنه، جلّت قدرته، يقول في بعض الكتب المنزلة: «أيها السلطان إنما جعلتك خليفتي في أرضي، و ألقيت عليك اسما من أسمائي، و ملّكتك رقاب عبادي، و بسطت يديك في بلادي لتنصف المظلوم من الظالم. فإذا كنت أنت الظالم و تعدّيت على الضعفاء من خلقي و المساكين من عبادي، و صرت أنت الظالم، و هم المظلومون، فأنا ملك الملوك و سلطان السلاطين، و أنا آخذ الحق منك. ثم آذن للمهلكين في إهلاكك و تخليدك في العذاب الأليم.» ثم اعلم أنك إن أقبلت على شهوات الدنيا و ملاذّها، و اغتررت بما فيها من الطيبات و محاسن المرئيّات، و اشتغلت بها عما لك فيه صلاح و نجاح في دار المعاد، يوشك أن يأتيك ما أصاب رجلا اجتاز في طريق كان يسلكه في نهر جرّار ينحدر من جبال و عليه جسر يعبر عليه الناس. و انه لما صار على ظهر الجسر، وقف ينظر إلى جريان الماء، فبينا هو كذلك إذ نظر إلى سمكة كبيرة من أحسن أجناس السمك، فقال في نفسه: ما أنصرف في يومي هذا إلى بيتي بأحسن من هذه السمكة، فأشويها و أجمع عليها أهلي و أولادي، و آكل منها أكلة طيبة. و لكن أخشى من جريان الماء أن يحول بيني و بين السمكة. ثم قويت شهوته و رام مقام السمكة بحيث يراها، و قويت طبيعته في أخذها، فنزع ثيابه و رمى بنفسه و غاص وراءها إلى أن قبض على السمكة بإحدى يديه، و فرح بظفره بها، و اشتغل عن السباحة مخافة أن تفلت السمكة منه، فغلبه الماء لشدة جريانه فزحزحه عن الموضع الذي نزل منه، و أشرف على الهلكة. و شحّ على السمكة أن يفلتها و ينجو بنفسه، فلم يزل ذلك حاله و هو يروم الخلاص بنفسه مع السمكة حتى حدره الماء إلى جرف‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست