responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 171

خلق الكرام، فقد قيل في المثل: لا مروءة لضعيف و لا ضيافة عند جائع، و لا بدّ لنا من معاودته و مخاطبته.

فلما كان من الغداة أتاه جماعة الثعالب و قلن: يا أبا جعدة، إنا جعلناك أميرا علينا و وليّا حتى لا يظلم بعضنا بعضا، و رجونا في فعلنا ذلك عدلك، و في أول يوم عدلت بيننا في أول ولايتك، و أطمعتنا في مروءتك. ثم أتيناك أمس فدفعت إلينا النصف مما دفعت في اليوم الأول، و أتبعته باليأس مما لنا عندك دفعة واحدة، و أغلظت القول علينا، فانصرفنا عنك و قد ظننا بك خيرا، فكن عند ظننا بك، و لا تقصد ظلمنا و نحن ضعاف، و قد أصابنا الجوع الشديد، و قد رزقنا اللّه تعالى هذا الرزق، فكل منه ما يكفيك، و أطعمنا منه و تصدّق علينا، إن اللّه يحزي المتصدقين و لا يضيع أجر المحسنين. فأبى عليها و ردّها و زاد في الغلظ لها و أيأسها من كل خير لها عنده.

فلما لم تجد حيلة اجتمعن و قلن: كيف نعمل في أمر هذا الغادر الجائع؟

فاجتمعت آراؤهن على أن يرفعن أمرهنّ إلى الأسد إذ هو أقوى منه و هو ملك السباع كلها، و أن يقصصن عليه قصّتهن من أولها إلى آخرها، و جعلن له الجمل جعلا على إهلاكه، ثم يذهب كل واحد من هذه الثعالب بعد ذلك في طلب رزقه من ربه كما وعد و له الفضل علينا. فاجتمعت على ذلك و حضرت عند الأسد، و قصت عليه القصة، و تظلّمت من الذئب، فاغتاظ الأسد منه و أمرها أن تسير بين يديه، فأتوه و وجدوه باركا على جثة الجمل يأكلها، فقبض الأسد عليه فقطعه قطعة قطعة و مزّقه، ورد جثة الجمل على الثعالب و خلى بينه و بينهن. و لذلك قيل ما من طامّة إلّا و فوقها طامّة.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست