responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 161

و الغربان، و عداوة الكلب و السنانير، و هي تهرّ بعضها على بعض، و تحسد بعضها بعضا كغلية السباع و الكلاب، و كما يفعل الملوك و السلاطين لمن دونهم إذا غلبوا عليهم و أخذوا أموالهم، و كما تفعل الكلاب بالسنانير التي تخالفها في الصورة إذا وصلت إليها و قدرت عليها، حسدا لها على ما تأكله من دور الناس، و من الدّعة و الرفاهة التي هي فيها و محبة الناس لها و إكرامهم إياها.

فهكذا أمور الدنيا، و أهلها الأشرار أعداء الأخيار، و الفقراء أعداء الأغنياء، يتمنون لهم المصائب، و إذا قدموا على شي‌ء من أموالهم أخذوه و نهبوه. و كذلك أهل الشرائع المختلفة يقتل بعضهم بعضا، و يلعن بعضهم بعضا، كما يفعل النواصب و الروافض و الجبريّة و القدريّة و الخوارج و الأشاعرة و غير ذلك. و كذلك في الملّة العبرانية مثل العينيّة و السمعية، و في الملّة السريانيّة كالنّسطورية و اليعقوبية و ما بينهما من الخلاف. و كذلك في الملّة الصابئية. و كذلك تجد المختلفين في اللغات يستوحش بعضهم من بعض، و يثقل على كل واحد منهم ما لم يألفه من لغة. و هذا لا يخفى على من تأمّله و تفكّر فيه.

ثم اعلم أنه لا يصلح بين أهل الديانات و لا يؤلف بين المتعاديات و لا تزيل من النفوس العداوات و الأحقاد الطبيعية إلّا المعرفة بالحق الذي يجمعهم على كلمة التقوى، و يدعوهم إلى سبيل اللّه تعالى كما قال سبحانه و تعالى:

«وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً» و قال تعالى لرسوله، 7: «لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ» و قال تعالى: «إِخْواناً عَلى‌ سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ» و قال تعالى: «يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ» و قال تعالى: «قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‌ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي» فمن رأى نفسه معادية لطائفة من الطوائف حنق عليها، فهو لا يزدرع الحقّ في قلبه، و لم تخالط الهداية ليّة.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست