responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 160

و حسن حاله في الدنيا، فبذلك تكون إماتتها و خسران آخرتها، و تحيط بها سيئات ما عملت في البستان، و قبائح ما اكتسبته في الدنيا، و تكون من تناول الشهوات غافلة عن مصلحتها، متردّية في ضلالتها، حتى تأتيها ملائكة اللّه الغلاظ الشداد و زبانيته و جنوده، و تخرجها من دار الدنيا بالكره و الإجبار، فعند ذلك تندم على ما عملت من سوء، و من قبائح ما اكتسبته من سوء آدابها، و قد خسرت الدنيا و الآخرة. ذلك هو الخسران المبين.

و عند نزع النفس يأتيها الخبر، و ينجّي اللّه الذين اتّقوا بمفازتهم لا يمسّهم السوء و لا هم يحزنون.

فاحذر، أيها الأخ، أن لا تغترّ بهذه الدنيا، و لا بمصاحبة الجسد الفاني المضمحل المتغير الفاسد، و إنما هي أيام يسيرة، و لذّة حقيرة، و مدّة قصيرة، و اعدل إلى الحق و العقل، فإنهما يؤدّيانك إلى ربك و يدلّانك على الأعمال الصالحة التي يكون لك بها الدرجة العليا و الوصول إلى الجنة المأوى في مقام الكرام حيث لا تحتاج إلى جسدك الفاني، و لا تذوق الموت، و لا يصل إليك الألم، و لا يجدّ بك السّقم، و لا تبتلى بمفارقة الأحباب و بمباينة الأصحاب، و لا يلحقك غمّ الفقر و لا ذلّ القهر و لا ضيق القبر، و لا كرب الاشتياق، و تكون في حظيرة القدس و روضة الأنس آمنا من المصائب و النكبات و حوادث الزمان، و لا ترى إلّا ما تحب و تؤثر، و تأمن من النوائب الزمانيّة و ما يدفع إليه أهل الدنيا من الكدر و النصب و التعب و العناء و الجوع و السغب و نكد الزمان و جور السلطان و حسد الحيوان، و ما هو موجود بين أهل الديانات و المقالات من العداوات و المباغضات و الملاعنات، و ما يستحلّ بعضهم من بعض من سفك الدماء و أخذ الأموال و هتك الحرم.

فإذا تأملت في أمور الدنيا، وجدتها كدار قد ملئت أجناس حيوانات تعادي بعضها بعضا عداوة طبيعية مركوزة في الجبلة كعداوة البوم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست