responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 159

الثمار و الفواكه من حيث لا أضرّ ببستان صاحبي و لا أضرّ به، و لا أرتكب ما نهى عنه لئلا تأكلا إلّا من حلّة.

فقالا: سمعا و طاعة! و تركاه حتى غاب الناطور، و عادا إلى ما كانا عليه، بل أقبح. فرجع الناطور و رأى أثر فسادهما، فأعاد عليهما النصيحة و وعظهما و خوّفهما بالله تعالى، فلم يقبلا و ارتكبا ما نهاهما عنه. فاتفق دخول صاحب البستان إليه ذلك اليوم، فلم يجد الناطور بدّا من إعلامه بما كان من أمر الأعمى و المقعد. فقال صاحب البستان: قد كنت أقدّر أن يركب المقعد ظهر الأعمى، و يطوف به في البستان، فيفسدا علي المعيشة.

فقال له الناطور: هكذا عملا، و قد نهيتهما فما انتهيا.

فقال صاحب البستان: إنهما قد استحقا العقوبة بما فعلا من قبيح ما ارتكباه.

ثم أمر عبيده و أعوانه أن يعاقبوا المقعد و الأعمى أشدّ العقوبة، و أن يخرجوهما من البستان إلى بريّة لا يجدان فيها معتصما و لا ملجأ، حتى يأكلهما الوحش و يهلكهما الجوع و العطش. ففعل بهما ذلك و أخرجا من البستان و رمي بهما في البرية كما فعل بآدم و حواء، 8، لما ذاقا الشجرة.

تفسيره- فاعلم، أيها الأخ، أنه إذا ضربت حكماء الهند هذا المثل، فما ذلك إلّا لأنهم شبّهوا النفس بالمقعد، و ذلك لأنها لا تبطش إلّا بالآلة الجسدانية، و بهذه الآلة تتمكن من الطاعة و المعصية. و شبهوا الجسد بالأعمى، و ذلك أنه ينقاد حيث ما تقوده النفس، و يأتمر لما تأمره به. و شبهوا البستان بدار الدنيا، و الثمار بطيّبات الدنيا من الشهوات، و صاحب البستان هو اللّه تعالى. و شبهوا الناطور بالعقل الذي هو يدلّ على المنافع، و يأمر بالعدل و الإحسان، و ينهى عن الفحشاء و المنكر و العدوان، و هو ينصح النفس و يدلها على ما يكون لها به من الصلاح و السلامة في الدين و الدنيا جميعا، و أخذ الأشياء من حيث يجب. فإذا لم تقبل النفس منه و عدلت إلى الشهوات الجسمانية و المحاسن الطبيعية و الملاذّ الجرمانية التي يكون بها صلاح الجسم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست