responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 153

لان أكثرهم متفقون في الأصول، مختلفون في الفروع. مثاله أنهم مقرّون كلهم بتوحيد اللّه و وصف الباري تعالى بما يليق به من الصفات، و مقرّون بالنبي المبعوث إليهم، متمسكون بالكتاب المنزل من جهة الرسول المرسل إليهم، مقرّون بإيجاب الشريعة، مختلفون في الروايات عنه، و المعاني التي وسائطها رجال أخذوها منه، فرواها كلّ من أخذ بلسانه، لأن النبي، صلى اللّه عليه و آله، من معجزاته و فضله أنه كان يخاطب كلّ قوم بما يفهمون به بحسب ما هم عليه من حيث هم، و بحسب ما يتصوّرونه في نفوسهم و تدركه عقولهم، فلذلك اختلفت الروايات، و كثرت مذاهب الديانات، و اختلفوا في خليفة الرسول، عليه الصلاة و السلام، و كان ذلك من أكبر أسباب الخلاف في الأمة إلى حيث انتهينا.

و أيضا فإن أصحاب الجدل و المناظرات، و من يطلب المنافسة في الرئاسة اخترعوا من أنفسهم في الديانات و الشرائع أشياء كثيرة لم يأت بها الرسول، 7، و ما أمر بها؛ و ابتدعوها و قالوا للعوام من الناس: هذه سنّة الرسول، 7، و سيرته. و حسّنوا ذلك لأنفسهم حتى ظنوا أن ما قد ابتدعوه حقيقة، و أن النبي، 7، أمر به. و أحدثوا في الأحكام و القضايا أشياء كثيرة بآرائهم و قياسهم، و عدلوا بذلك عن كتاب ربهم و سنّة نبيهم، 7، و استكبروا عن أهل الذّكر الذين بينهم، و قد أمروا أن يسألوهم عما أشكل عليهم. و ظنوا بسخافة عقولهم أن اللّه قد ترك أمر الشريعة و فرائض الديانة ناقصة، حتى يحتاج هؤلاء إلى أن يبينوه بآرائهم الفاسدة و قياساتهم الكاذبة، و اجتهادهم الباطل، و يخترعوه و يبتدعوه من ذواتهم.

و كيف يكون ذلك و هو يقول تعالى: «ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‌ءٍ» و قال: «تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ.» و إنما فعلوا ذلك طلبا للرئاسة كما بيّنّا آنفا، و أوقعوا الخلاف و المنازعة في الأمّة، فهم يهدمون الشريعة، و يوهمون من لا يعلم أنهم ينصرونها.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست