responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 151

فصل‌

ثم اعلم أن لكل أهل ملّة و شريعة كتاب بأمر و نهي، و حلال و حرام، و قضايا و أحكام، و صناعة من الكلام و الكتابة و الألحان و النغمات.

و فيهم من هو عارف بكليّة ذلك، و منهم دونه في المعرفة، و منهم من قد عدم صناعة الكتابة إلّا أنه عارف بالأسماء و المسمّيات، و ينطق بحروف الأسماء، و لا يعرف صورها، و لا يحسن أن يخطّها بيده، و لا أن يؤلّف بينها بنظره، و يأخذ جميع ما يلقى إليه تلقينا، و ربما تجده جيّد الخطّ، قليل المعرفة و لا يحسن سوى الخط المسطور من غير تصوّر، و يكون منفعة ذلك لغيره لا له.

و منهم من يكون جيّد المعرفة، قليل النسيان، فغرضه أن يعرف الأشياء التي يحتاج إليها مخافة أن ينساها، و يستظهر منها ما تدعو حاجته إليه.

و كذلك كان آدم، 7، في البداية بهذه الصفة، يحفظ أسماء الحروف، و يتكلم باللفظ، و ينطق بالمعنى و يدلّ عليه، و لم يخطّ بيده بقلم ما شاء اللّه؛ بقي على ذلك إلى أن أظهر اللّه تعالى صناعة الكتابة، في الوقت الذي قدّره، و الزمان الذي يسّره، و الخلق لا تدري بصناعة الكتابة، لطفا منه بخلقه و رأفة بعباده.

و اعلم بأن لهم من الحاجة إلى ذلك ما لا غنى عنه، و لا بد لهم منه، فصار يحدث في وقت كل قران، و بموجب كل زمان نوع من أنواع الكتابات، و جنس من أجناس اللغات و الخطوط و العبارات. و يحدث في ذلك من كل أمة و كل لغة أنواع الكلام و النّظم و الألحان و النغمات، و أشياء كثيرة لا يحصيها إلّا اللّه عز و جل.

ثم اعلم أنه قيل إن أوّل من نطق باللغة العربية كان يعرب بن سام، ثم لم تزل تتسع مع الزمان و تتزايد على كثرة العرب و انتشارهم في الأرض،

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست