نغمة الزير[1]
بإضافتها إلى نغمة البمّ[2] و نغمة
المثنى[3] إلى
المثلث[4]. و أما
بالعكس فإن صوت البمّ بالإضافة إلى المثلث غليظ، و كذلك المثلث إلى المثنى، و
المثنى إلى الزّير. و من وجه آخر فإن صوت كل وتر على غليظ بالإضافة إلى ما دونه
أيّ وتر كان. فعلى هذا القياس تعتبر حدّة الصوت و غلظها بإضافة بعضها إلى بعض.
و أما الجهير الخفيف من الأصوات فبحسب قوّة الحركة و ضعفها. و المثال
في ذلك صوت العليل السقيم بالقياس إلى صوت الصحيح المعافى، و صوت العليل إلى من هو
أضعف منه و أسقم حتى يكون أجهر الأصوات من الناس ما كان في غاية الصحة و سلامة
الحواسّ و استواء الآلة، و أخفاهنّ ما كان في الغاية بخلاف هذه الصفة لما به من
ضعف القوة و قلة الحركة و فساد الجملة و غير ذلك.
فصل في معرفة قسمة الأصوات من جهة الكمية
فنقول: الأصوات من جهة الكمّيّة نوعان: متصلة و منفصلة. فالمنفصلة هي
التي بين أزمان حركاتها في النقرات زمان سكون محسوس، مثل نقرات الأوتار و إيقاع
القضبان. و أما المتصلة من الأصوات فمثل أصوات المزامير و النايات و الدواليب و
نحو ذلك كما ذكرنا في فصل قبل هذا. و الأصوات المنفصلة تنقسم نوعين: حادّة و
غليظة، فما كان من النايات و المزامير أوسع تجويفا و ثقبا، كان صوته أغلظ، و ما
كان أضيق تجويفا، كان صوته أحدّ.