responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 124

السمع كلّها روحانية، و أن النفس بطريق السمع تدرك من هو غائب بالمكان و الزمان؛ و أن محسوسات البصر كلّها جسمانية، لأنها لا تدرك إلّا ما كان حاضرا في ذلك الوقت. و قال إن السمع أدقّ تمييزا من البصر، إذ يعرف جودة الذوق، و جودة الحس، و الكلام الموزون، و النغمات المختلفة، و الفرق بين السقيم و الصحيح و المستوي و المنزحف، و صوت الطير من صوت الكلب، و صوت الحمار من صوت الجمل، و أصوات الأصدقاء من أصوات الأعداء، و ما يحدث من أصوات الأجسام التي لا روح فيها، و أصوات الناس على اختلافهم، و أشكال كلامهم، فتخبر عن كل صوت بما هو دأبه، و تنسبه إلى الذي بدا منه، و لا يحتاج إلى البصر في ذلك و في إدراكه. و البصر يخطئ في أكثر مدركاته، فإنه ربما يرى الصغير كبيرا، و الكبير صغيرا، و البعيد قريبا، و القريب بعيدا، و المتحرّك ساكنا، و الساكن متحرّكا. فصح بهذا القول أن السمع ألطف و أشرف من البصر، و لنعم ما قيل:

الشمس تستصغر الأجسام جثّتها،

فالذنب للعين لا للشمس في الصّغر

فإذا كان كذلك، كانت الحواسّ الخمس الموجودة في الإنسان المستوي البنية، التامّ الخلقة، مناسبة للطبائع الخمس في جسم العالم الذي هو الإنسان الكبير. فحاسة اللمس مناسبة لطبيعة الأرض، لأن الإنسان يحس بجسمه كلّه. و حاسّة الذوق التي هي اللسان مناسبة لطبيعة الماء، إذ بالمائيّة و الرطوبة التي في اللسان و الفم تدرك طعوم الأشياء، و سنشرحها إذا انتهى بنا القول إلى تفصيل ذلك و بيانه. و حاسّة الشم مناسبة لطبيعة الهواء لأن القوة الكامنة هوائية و هي المستنشقة للهواء، و به تدرك روائح الأشياء. و الحاسة الباصرة مناسبة لطبيعة النار، إذ بها و بالنور تدرك محسوساتها، و الحاسة السامعة مناسبة لطبيعة الفلك الذي هو مسكن الملائكة الذين شعارهم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست