responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 123

فصل في كيفية إدراك القوة السامعة للأصوات‌

فنقول: اعلم أن الأصوات نوعان: حيوانية و غير حيوانية. و غير الحيوانية قسمان: طبيعية و آليّة. فالطبيعية كالصوت من الحجر، و الحديد، و الصّفر[1]، و الخشب، و الرعد، و الريح، و خرير الماء، و سائر الأجسام التي لا روح فيها من الجمادات. و الآليّة كصوت البوق، و الطبل، و الدّف، و المزمار، و الأوتار، و ما شاكلها. و الحيوانية أيضا نوعان: منطقية و غير منطقية. فغير المنطقية أصوات سائر الحيوان التي ليست بناطقة. و أما المنطقية فهي أصوات الناس، منها دالّة، و منها غير دالّة. فغير الدالة الضّحك و البكاء و الأنين و الأصوات التي لا هجاء لها. و أما الدالّة فهي الكلام و القول الذي له هجاء. و كل هذه الأصوات إنما هو قرع يحدث في الهوامّ عن تصادم الأجرام. و ذلك أن الهواء، بشدة لطافته و خفة جوهره و صفاء طبعه و سرعة حركة أجزائه، يتخلّل الأجسام كلها، فإذا صدم جسم جسما آخر، انسلّ ذلك الهواء و تدافع إلى جميع الجهات، و حدث منه شكل كما ذكرنا أولا، فيصل بمسامع الحيوان.

فأما كيفيّة إدراك الحاسّة السامعة للصوت الحيواني و غير الحيواني و تمييزها لكل واحد منها كما تميّز القوة الذائقة طعوم الأشياء، و تخبر الناطقة عن كل شي‌ء بما يخصه من طعمه، و كذلك القوة الشامّة. فأما الذائقة فهي أكثر تأثرا من الشامة، و كذلك الحاسّة السامعة فإن قواها في تمييزها الأصوات بعضها من بعض ألطف و أشرف. و الحاسّة اللامسة أكثف من الجميع.

و اختلف العلماء في حاسّة النظر و حاسة السمع أيّهما ألطف و أشرف. فقال بعضهم: حاسّة السمع أشرف، و كان برهان من قال ذلك أن محسوسات‌


[1] -الصفر: النحاس الذي تصنع منه الاواني.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست